"عادي جديد غير مكتوب": العودة إلى طبيعتنا

04 يونيو 2020
(ملصق العرض)
+ الخط -

بعد توقّف معظم الأنشطة والفعاليات الثقافية في الأردن نتيجة تفشّي فيروس كورونا، مع تنظيم القليل منها افتراضياً، يبدو أن العديد من المؤسسات بدأت باستعادة توازنها ووضع برامج تتناسب مع استمرار الجائحة، أو احتمالية تخفيف الإجراءات الاحترازية على بعض القطاعات.

"عادي جديد غير مكتوب" عنوان العرض الأدائي الذي يُقدَّم عند الثامنة من مساء اليوم الخميس عن بُعد بتنظيم من "معهد غوته" في عمّان بالتعاون مع "ستوديو 8"، ويؤديه من بلديهما كلّ من المؤدي والمصمّم الأردني أنس نحلة والفنانة البصرية الألمانية والباحثة الاجتماعية ستيفاني مولر.

يمزج الفنانان في عرضهما بين الموسيقى والصوت والرقص وفن النسيج وفن التركيب، ويشاركهما في التصميم عبد الهادي أبو نحلة الذي يشارك أيضاً في التصوير الفوتوغرافي مع ميرامار محمد ومحمد باروق وكلاوس إريكا ديتل.

يشير بيان العرض إلى أن "فيروس كورونا المستجد أثّر بشكل كبير على روتين حياتنا اليومي، حيث أصبح أخذ المسافات الاجتماعية مطلوباً، والتنقل مقيد، وزداد عدم اليقين بشأن الصحة والوظائف والوضع المالي، وكثرت الأخبار والمعلومات المضللة والدعاية والشائعات الكاذبة بشكل غير مريح جداً".

يتوقّف نحلة عند لحظة الانفصال والتفكير والتساؤل عن الحياة الطبيعية، وتخيل الأشياء "تعود إلى طبيعتها" واستكشاف كيف سيبدو "الطبيعي الجديد"، بينما تقوم مولر في الوقت نفسه بالتشكيك في مفهوم "الحياة الطبيعية"، ومن لديه الحق في تحديد ما هو طبيعي؟ وماذا لو تحدينا حدود ما يسمى "طبيعتنا"؟

بحثاً عن نوع من المواد التي تجلب الانفتاح ومساحة للخيال، ويمكن الوصول إليها بسهولة وفهمها من قبل العديد من الناس، بدأ نحلة إجراء تجاربه على ورقة بيضاء (A4) باعتبارها شاشة عرض للحظات الجميلة ما بين الماضي والحاضر، وخطوات مستقبلية تكمن في عدم اليقين والمجهول.

وابتكر كوريوغرافيا في عالم مصنوع من الورق، بحسب البيان ذاته، وهو مرتدٍ اللون الأبيض بالكامل، حيث لم يعد مجرد جسد متحرك، ولكنه أصبح أيضاً جزءاً من العالم كشاشة عرض مفتوحة، يدعو أرواحاً إبداعية أخرى للانضمام إلى تجربته السريالية والجريئة.

أما مولر، فتسعى إلى إيجاد نهج شخصي للجمع بين فكرة إعادة التدوير والعمل مع الورق دون إضاعة أو هدر، ولأنه يتعيّن عليها أن تسجل ضرائبها فإن هذه الوثائق الضريبية تتناقض بشكل كبير مع فكرة أنس عن أوراق مفتوحة فارغة، فالوثيقة الضريبية ليست رومانسية ولا شعرية، بل هي تلخص حياة الشخص في عدد قليل من الأرقام.

المساهمون