مرّت أربعة أشهر على عام 2016. اختُتمت احتفالية "قسنطينة عاصمةً للثقافة العربية 2015"، واستلمت مدينة صفاقس التونسية مشعل التظاهرة في حفل رسمي بحضور وزيرَي ثقافة البلدين. لكن، الطريق إلى "صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016"، لا يزال ضبابياً ومليئاً بالعقبات والعثرات.
إحدى تلك العثرات التي تعترض التظاهرة التي لم يتّضح بعدُ تاريخ محدّد لانطلاقتها، تتمثّل في الاستقالات المتتالية لأعضاء الهيئة التنفيذية للتظاهرة، والذين كان لافتاً غيابهم عن حفل "تسلّم المشعل" الذي أُقيم في الجزائر العاصمة في التاسع عشر من الشهر الجاري.
آخر المستقيلين هم رئيس الهيئة سمير السلامي وثلاثة أعضاء آخرين. لم يوضّح هؤلاء الأسباب الحقيقية التي تقف خلف قرارهم، لكن متابعين يربطون خطوتهم بضغوط تكون قد مارستها وزارة الثقافة على الهيئة التي يوجد شبه إجماع على أنها أخفقت في تحقيق أي شيء يُذكر بعد 16 شهراً من تشكيلها.
ومع هذه الاستقالات ينخفض عدد أعضاء الهيئة المكلّفة بتسيير التظاهرة إلى أربعة فقط، بعد أن كانت تضمّ 13 عضواً.
من جهته، ذكر عبد الواحد المكني، وهو نائب رئيس الهيئة المستقيل، لوسائل إعلامية محلّية، أنه سيعقد مؤتمراً صحافياً في وقت لاحق يكشف فيه عمّا أسماه العقبات والصعوبات التي تعترض التظاهرة.
تأتي تلك التطوّرات بينما يدخل اعتصام عدد من مثقّفي المدينة ونشطاء المجتمع المدني فيها يومه العاشر؛ حيث يرفع هؤلاء شعار "احنا صفاقس عاصمة الثقافة العربية موش أنتم، سيب المشعل لا تشعل"، مُطالبين بـ "تصحيح مسار" التظاهرة التي يتّهمون القائمين عليها بإقصاء أبناء المدينة عنها.
ضمن هذا السياق، أعلن القائمون على الاعتصام عزمهم إقامة حفل فني، السبت القادم، في "ساحة باب الديوان"، وسط صفاقس، بمشاركة قرابة 400 موسيقي من المدينة.
كما جرى إطلاق عريضة تندّد بـ"المركزية" وتدعو إلى إشراك جميع المؤسسات والمنتديات الثقافية والمجتمع المحلي في "صناعة هذا الحدث العربي الثقافي الهام وجعله في متناول كل صغير وكبير في صفاقس وأريافها".