بعد فيلمها "اثنا عشر رجلاً لبنانياً غاضباً" (2009)، تعود زينة دكّاش بفيلم جديد بعنوان "يوميات شهرزاد". العمل الثاني يشبه الأول في موضوعه الذي يقوم على معالجة السجناء عن طريق الدراما. ورشات عمل أشرفت عليها المخرجة اللبنانية لإقامة عروض مسرحية يؤدّيها السجناء أنفسهم. وهذه المرة، تعمل دكّاش مع نزيلات "سجن بعبدا".
في الفيلم، الذي يبدأ عرضه اليوم في "صالة ميتروبوليس" في بيروت، تشرف المخرجة اللبنانية على إقامة عرض مسرحي من تمثيل السجينات أنفسهن، اللواتي يبحن لنا، في مكاشفة مباشرة عبر الكاميرا، عن قصصهن التي قادتهن إلى السجن، وتجاربهن المريرة مع نظرة المجتمع إليهن ونبذ العائلة لهن.
لا يكتفي الفيلم برصد عمليات التحضير للمسرحية، بل تتوقف الكاميرا، بين الحين والآخر، في كواليس التحضيرات لنسمع حكايات نساء حوكمن بتهم متنوعة من زنى وقتل ومخدرات ودعارة.
قصص مؤلمة ترويها السجينات عن إهمال العائلة لهن أو انفصالهن عن أولادهن وأهاليهن. وتحاول المخرجة عبر الفيلم (80 دقيقة) والمسرحية، التي هي أساس الفيلم والعلاج؛ مساعدة النساء على مواجهة واقعهن والسعي إلى تجاوز مشاكلهن، وهي الثيمة نفسها التي اعتمدتها في فيلمها السابق عن سجناء "رومية".
لا يحاول الفيلم، الذي فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في الدورة الحادية عشرة من "مهرجان الفيلم اللبناني"، أن يتعاطف مع السجينات أو يدينهن، بل ينقل فقط الحكايات عبر ألسنتهن. وإن كان العمل نجح في هذا الأمر، وتمكّن من تمرير رسالة إدانة للمجتمع الذي ينبذ ضحاياه، فإنه يتجنّب، بصورة جلية، مقاربة وضع السجن أو طريقة تعامل القائمين عليه مع نزيلاته.