"سينما المتحف": استعادات وأفلام صامتة

25 اغسطس 2017
من فيلم "يوميات صيف" (1961) لـ جان روش
+ الخط -

غالباً ما تهيمن العروض الموسيقية على مجمل الحياة الثقافية التونسية خلال فصل الصيف، ضمن منظور يجعل من الترفيهي والسياحي على رأس أولويات الأجندة الثقافية، فلا يبقى لفنون أخرى مثل المسرح والسينما إلا هامش ضئيل، أو انتظار نهاية بعض المهرجانات الكبرى مثل قرطاج والحمامات وبنزرت، لانتزاع جزء من الاهتمام الجماهيري والإعلامي.

أياماً بعد اختتام مهرجان "ليالي المتحف" في مدينة سوسة التونسية، تفتتح غداً الدورة الثالثة لتظاهرة "سينما المتحف" والتي تقام مثل المهرجان الأول في "المتحف الأركيولوجي" في سوسة وتتواصل حتى 30 من الشهر الجاري.

التظاهرة التي تنظمها كل من "جمعية أفريقيا والمتوسط للثقافة"، و"المركز الوطني للصورة" تحاول الاهتمام بالسينما غير التجارية، من خلال أعمال من سينما المؤلف والوثائقيات أو العودة إلى التاريخ السينمائي.

خلال دورة هذا العام، يجري الاحتفاء بشكل أساسي بالسينما الصامتة، من خلال العودة إلى أفلام فترة العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، حيث يجري تناول واقع عرض الأفلام في القاعات وقتها وتفاعل المجتمع معها، وأيضاً حيثيات إنتاج بعض الأفلام القصيرة في ذلك الزمن، من بينها فيلم "التقاليد والعادات التونسية" و"سترا ميالنو" التي أنجزها تونسيون كأولى محاولات الإنتاج السينمائي، وسوف تعرض هذه الأفلام مع أخرى خلال أيام "سينما المتحف"، علماً أن بعضها سيرافقها على المباشر عازفون مثل عازفة البيانو الإيطالية فرانشيسكا بدليني وعازف الكلارينات التونسي اسكندر بن عبيد.

من بين الأفلام الأخرى التي سوف تعرض فيلم "حقيبة الأحلام" (1953) للمخرج الإيطالي لويجي كومينيسي، وقد كان هذا الفيلم استعادة للسينما الصامتة في وقت كانت فيه السينما الناطقة في أوج ازدهارها.

يتضمّن المهرجان أيضاً فقرات تكريمية أبرزها استعادة أعمال عالم الأنثروبولوجيا الفرنسي الراحل جان روش (1917 – 2004) بمناسبة مئوية ولادته، وهو الذي قدّم أبحاثه، مع القبائل الأفريقية بالخصوص، في شكل أفلام وثائقية كثيراً ما صنّفها نقاد السينما من بين أفضل الأعمال على المستوى الفن بغض النظر عن قيمتها العلمية. كما سيجري تكريم المخرج الجزائري مرزاق علواش بعرض أوّل أفلامه "عمر قتلاتو" (1976)، يليها نقاش حول تجاوز السينما الجزائرية لثيمة الاستقلال.

المساهمون