"سرمين تختنق": شكراً مواقع التواصل

19 مارس 2015
من الصور التي انتشرت على وسم "#سرمين_تختنق" (تويتر)
+ الخط -
ما الذي حصل في سرمين؟ لن تجد الإجابة في الإعلام الغربي، لا في التلفزيونات ولا في الصحف والمواقع. مرّ الهجوم بمادة الكلور على أهالي سرمين مرور الكرام في الإعلام الغربي، الذي اكتفى بخبر صغير منقول عن وكالات الأنباء، أو تجاهل الخبر تماماً وفضّل عليه خبر إسقاط طائرة من دون طيار في سورية.
الصحف الفرنسية تراجعت تغطيتها للحدث السوري، واقتصر اهتمامها في الفترة الأخيرة على تجنيد الفرنسيين للانضمام إلى "داعش" في سورية والعراق. في "ليبراسيون" و"لوموند" بدا الخبر هامشياً جداً، بينما نشرت تقارير عن الذكرى الرابعة لانطلاقة الثورة السورية.
في المواقع والصحف الأميركية، لم يبدُ الوضع مختلفاً جداً: لا صور لضحايا الهجوم، ولا تحليلات، مجرّد خبر صغير بدا متشابهاً في كل من "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" وموقع "هافنغتون بوست" الشهير. خبر شبه موحّد نشرته وكالة "اسوشييتد برس" من مكتبها في بيروت. وحفاظاً على "الموضوعية"، أكدت كل هذه المواقع أن الخبر منقول عن "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، فيما وكالة "سانا" الرسمية لم تنقل أي خبر.
إلا أن الخبر الحقيقي، مع الصور والفيديوهات، جرى نشره على مواقع التواصل الاجتماعي. الأطفال ممدون على الأرض. وجه الأم المقتولة من الكلور... وفي الفيديو صوت أحد الناشطين يخبرنا وهو يبكي "جثث أطفال ورضّع نتيجة الغازات السامة التي قام النظام بإلقائها على مدينة سرمين. طفل رضيع لم يبلغ الأشهر...". تجول الكاميرا على القتلى على وقع عبارة "حسبنا الله ونعم الوكيل".
وبسرعة انطلق هاشتاغ "#سرمين_تختنق"، الذي نشرت عليه صور الشهداء الذين سقطوا في الهجوم، إلى جانب آلاف التغريدات العربية. "بشار الأسد قال ولا نقطة دم. فعلاً مش محتاجين دم، الكلور بيقتل من دون دم"، كتب أحمد، وهو أحد المغردين السوريين. فيما كتب آخر: "#سرمين_تختنق وكيري بدو يفاوض الأسد. من الأول الشعب السوري لحاله".
أما إحدى المغردات، وتدعى نرمين وهي سورية، فوجهت كلامها إلى الإدارة الأميركية: "الكلور يقتلنا. لماذا تفاوضون قاتل؟". وكانت هناك ردود كثيرة عليها: "الموقف الأميركي هو هو منذ أول الثورة". فيما قال آخر: "لا تنطري الحرية من حدا".
وقد أعاد مغردون أجانب نشر الصورة وبعض التغريدات التي ترجمت للإنجليزية: "لن تشاهدوا هذه الصور أو هذه الأخبار في الإعلام الغربي. إنه زمن المفاوضات"، كتب مغرد أميركي يدعى غابريال. ووجّه قسم كبير من المغردين كلامهم إلى كيري: "أنت شريك في الجريمة. أنت أعطيت غطاءً لهذه المذبحة".
فيما انتشرت صور ورسومات كثيرة، بينها صور لأطفال يحملون ألعابهم، وعلى وجوههم أقنعة واقية من الغازات، مع عبارة "نموت ببساطة"، ووسم "#سرمين_تختنق". كما انتشرت صور غرافيتي رسم ليلة أول من أمس وفيه: "لا تصالح ولو رأساً برأس... سرمين".
وقد غيّر قسم كبير صورهم الشخصية إلى صور للأطفال الذين قتلوا في الهجوم على سرمين، فيما استعاد آخرون الصور التي وضعوها وقت الهجوم الكيميائي على الغوطة الشرقية وجمعوا صور كل الأطفال الذين سقطوا في الهجومين مع عبارة "قتلهم بشار".
المساهمون