وعلى هذا الأساس، بنى مسرحية "زرياب"، التي تنطلق عروضها بعد غد الإثنين، في الدار البيضاء ويتواصل تقديمها حتى 14 من الشهر الجاري، قبل أن تجوب إسبانيا وفرنسا.
العمل مقتبس عن كتاب بنفس العنوان "زرياب"؛ السيرة التي أنجزها الكاتب والموسيقي الإسباني خوسيه غروس عام 1987، ويؤدي دور زرياب عازف العود والموسيقي المغربي محمد المنجرة وتشاركه الوقوف على الخشبة الممثلة المغربية فاطم العياشي.
وكان المخرج قد أوضح في مؤتمر صحافي أقيم في معهد "ثربانتيس" في الدار البيضاء مؤخراً، أنه وجد في سيرة حياة أبو الحسن علي بن نافع (789 - 857)، الكثير مما نعيشه في واقع اليوم؛ في إشارة إلى تنقّل الموسيقي من العراق هارباً إلى الشام، حتى وصل إلى القيروان ثم ركب البحر إلى الأندلس.
من قرطبة التي لجأ إليها وعاش حتى رحيله فيها، بدأ ابتكار زرياب الموسيقي يأخذ حقه، فيعلّم الموسيقى ويطوّر العود ويدرّس العزف ويؤسس داراً لتعليم الموسيقى والغناء، وكأن الفنان وجد في الفن جسراً يربطه بالثقافة التي أتى منها، وينقله إلى ثقافة أخرى كان قادماً إليها، وهذا هو الطرح الذي تتمحور حوله المسرحية.