"روميو وجولييت" عرض مسرحي سوري ينشد الحب

هزار الحرك

avata
هزار الحرك
27 مارس 2015
9403D13B-8B3F-4FA2-BA2B-146B3492C9C6
+ الخط -

ساعات قليلة تفصلنا عن إزاحة الستار عن العرض المسرحي "روميو وجولييت"، ستار افتراضي لعرض مسرحي، يعرض قصة تسعة أطفال سوريين.


وقال المخرج السوري نوار بلبل لـ"العربي الجديد": "جاء في إحدى رسائل اليوم العالمي للمسرح، أن التلفزيون أصغر من الحياة، والسينما أكبر منها، أما المسرح فعلى مقاسها ويطابقها"، ومن هنا ينطلق العرض، حيث يستثمر السوريون الهواء، إذ سرق ظلاميو العالم الأرض منهم، على حد قوله.

خمسة أطفال سوريين لاجئين في العاصمة الأردنية عمان، وأربعة أطفال سوريين محاصرين في مدينة حمص، هم أبطال الحكاية، ومن خلال تقنية "سكايب"، أجرى نوار وفريقه وممثلوه تدريباتهم على العرض، والتي استمرت شهوراً، لا سيما وأن الممثلين أطفال وهواة، ومن خلال "سكايب" أيضاً سيقدم العرض المسرحي اليوم الجمعة.

ويضيف المخرج: "كانت الفكرة أن نستغل هذه التقنية في إقامة دورات أو ورشات عمل ترفيهية وتربوية للأطفال، في محاولة لبناء شخصيتهم وترميم جراحهم، لقد فقد الأطفال السوريون طفولتهم في هذه الحرب، وككرة الثلج بدأت الفكرة صغيرة فتدحرجت وصارت أكبر، ومستفيداً من آراء الأصدقاء، واعتماداً على نجاح المشروع السابق "شكسبير في الزعتري" قررنا أن نقدم عرضاً مسرحياً".

وعن سبب اختياره "روميو وجولييت" يقول نوار: "أكثر ما نفتقده اليوم في حياتنا هو الحب، في سورية خاصة والعالم عامة، لقد فقد هذا المفهوم بريقه ومصداقيته، أردت أن يكون هذا العرض بمثابة جرس إنذار يدق ناقوس الخطر، لنحب بعضنا مجدداً"، مستنكرا قدر الكراهية التي تضمرها بعض الأنظمة التي تساند نظاماً يقتل أطفالاً أبرياء.

ويؤكد: "أردت أن أخبر العالم أن السوريين ليسوا إرهابيين، من حمص التي يحاصرها النظام ستخرج جولييت وخادمتها والراوي، وجميعهم عاشقون، ومن اللجوء المرير سيخرج روميو على عكازيه، وخادمه وراويته، وثلاثتهم عاشقون أيضاً، قصة "روميو وجولييت" هي أدب عالمي، وبإمكان السوري رغم القسوة، أن يهضم هذه الثقافة العالمية، وأن يكون شريكا في إعادة إنتاجها".

وفي سؤال حول الدعم اللوجستي، أجاب نوار: "التقيت مصادفة بالفنان الفرنسي، جان إيف بيزيان، فأحب المشروع واعتبره مشروع حياته، ورغب في تقديم الديكور كهدية لأطفال سورية، ومما توفر من الكرتون والخشب، حوّل المكان إلى مدينة فيها قصور وقلاع.


وتابع: "سوريات عبر الحدود" قدمن لنا المقر، وهو بالأساس "بيت الجرحى"، لنجري فيه بروفاتنا وعرضنا، وبطل العرض "روميو" يعالج عندهم، (وهو ضحية برميل متفجر فقد على إثره عائلته كاملة أمام عينيه، وأصيب بعجز دائم في ساقيه)، حتى إن المعالجين والممرضين في الدار دعمونا لوجستياً في مسائل عدة.

أما التمويل فاعتمدنا على شخصيات سورية، إضافة إلى حزب الجمهورية، وبالنسبة للموسيقى فستكون حية، سيعزفها الموسيقي عدنان الرجال، وقد اخترنا للعرض توليفة من "قارئة الفنجان" و"نشيد الفرح"، وفي حمص قام صديق مقرب بتأمين ما يلزم رغم سوء الوضع"، يقول نوار.

ويشير إلى أن النص المسرحي الذي عمل عليه يختلف كثيراً عن النص الأصلي، إذ جرى إعداده ليتناسب مع الأفكار التي يراد تقديمها، ومع واقع السوريين اليوم. "نخرج في العرض عن جوهر النص الأصلي الذي أراده شكسبير، وهو الحب التراجيدي، لنغنيه بجمل وتعبيرات على لسان أبطالنا الصغار، بلكنة حمصية مغرقة بخفة الدم" على حد قوله.

لم يشأ نوار أن يكون القدر كما في النص الأصلي، اللاعب الأساسي في تحديد مصير البطلين، في رسالة واضحة للسوريين وللعالم، أن البشر يصنعون أقدارهم، وعلى عكس خاتمة شكسبير، لا تنتهي قصة الحب السورية نهاية سوداء، ولا ينتحر العاشقان، بل يختاران الحياة رغم مأساوية الواقع الذي يعيشانه.

ترفض جولييت المحاصرة في حمص تناول المنوم، وتحض حبيبها روميو اللاجئ في عمان على خيار الحياة نفسه. مؤكدة أنها ستنتظر عودته مهما طالت، تصرخ في الختام: "لا لن أتناول المنوم. وأنت ياروميو ينبغي أن تفعل ذلك. لتكمل بلهجة سورية محلية: "بيكفي موت. بدنا نعيش متل مو كل العالم عايشين. بيكفي موت. بدنا نعيش متل كل هالبشر. فليش عم تقتلونا؟".
المساهمون