"رافائيل في برلين": بعد خمسمئة عام

17 ديسمبر 2019
(من المعرض)
+ الخط -

يُعدّ رافائيل أحد أبرز فنّاني عصر النهضة؛ حيث برز إلى جانب ميكيل أنجلو وليوناردو دافينشي في اجتراح أساليب وتقنيات ورؤى جديدة ظلّت محل استلهام في المشهد الفني والمعماري الأوروبي لأكثر من قرنين لاحقين، إلى أن ظهرت تيارات تدعو إلى تجاوز تجاربهم، نظراً لإفراط التأثّر بها.

وخلافاً لمواطنيْه أنجلو ودافينشي، عاش الفنان الإيطالي (1483 - 1520) حياة قصيرة، لكنه استطاع أن يقدّم عناصر معقّدة ومتناسقة في أشكالها داخل اللوحة، ما ميّز أسلوبه الفني بطبيعته التركيبية التي طبعت فلورنسا كمدينة في ذلك العصر، والفاتيكان كمعلم ديني وضع فيه جلّ أعماله.

ضمن الاحتفاء بمرور خمسمئة سنة على رحيله في 2020، يتواصل حتى السادس عشر من نيسان/ أبريل المقبل في برلين معرض "رافائيل في برلين: مادونا في غيمالد غاليري"، والذي افتتح مساء الجمعة الماضي، ويشير عنوانه إلى عرض لوحته الشهيرة في المتحف البرليني المعروف.

من المعرضيتزامن المعرض مع معارض مماثلة ستُفتتح في روما وميلانو ولندن، ويضمّ خمساً من اللوحات التي رسمها رافائيل لمريم العذراء مع طفلها السيد المسيح، ويركّز على الأعمال التي وضعها في بداياته بعد أن عمل في عدد من الورشات الفنية، وتتلمّذ على يد الفنان الإيطالي بيترو بيروجينو الذي أخذ عنه بعض التقنيات مثل كثافة اللون، خاصة في الظلال والملابس الداكنة وتخفيفه في طلاء الجسد العاري.

في لوحة "مادونا تيرانوفا"، تظهر مريم العذراء مع طفلها والقدّيس يوحنا وطفل مجهول بهالة، وقد رسمها رافائيل بين عاميْ 1504 - 1505، وفي لوحة "زواج العذراء" التي رسمها في العام نفسه، يبرز اهتمامه بالتفاصيل الدقيقة داخل المعبد.

بعد ذلك، سيتوّجه الفنان إلى فلورنسا، وتبدأ مرحلة جديدة طغى عليها التنافس مع مجايليه والتي قدّم فيها لوحة "آنسيدي" بين عاميْ 1506 و1507، وتتّضح فيها الصرامة في رسم الأشخاص والتوازن الدقيق بينهم، ليغادر بعد عام إلى روما، وتنطلق رحلته في زخرفة بعض القاعات داخل الفاتيكان بلوحات من الفريسك.

كما يحتضن المتحف معرضاً للفنان الألماني يوهانز ريبنهاوسن الذي وثّق حياة رافائيل في عدد من الأعمال خلال القرن الثامن عشر، ويلقي الضوء من خلال فعالياته على سياسات الاستحواذ المبكرة في السياق الأوسع لتاريخ جمع الأعمال الفنية في أوروبا خلال القرن التاسع عشر.

المساهمون