"رأس الخروف" يجمع فقراء الشام وأغنياءها في رمضان

07 يوليو 2014
أمام أحد المطاعم الشعبية في الشام
+ الخط -

"رأس الخروف" في الشام من الأكلات التي تصير شعبية جداً خلال رمضان. فيطلبها الفقراء و"الذوات" (الأغنياء باللهجة الشامية). ورغم أنّها شعبية في حارات الشام طوال العام، إلا أنّها في رمضان يصير الإقبال عليها أكبر بكثير. وتحديداً في محلات ذات شهرة واسعة، في الميدان وباب مصلى، حيث تتغيّر طريقة إعدادها بحسب رغبة الزبون وخبرته.

تجد في مطابخ العائلات الشامية خلال هذا الشهر رؤوس خِراف مسلوقة ومشوية. تعدّها ربّات البيوت بأن تقطّعها وتضيف إليها البصل والثوم والبقدونس والليمون لإعطائها نكهة طيّبة المذاق. ثم تُضاف حبّات الهال لطرد "الزناخة، على ما يقول "الشوام". أي لطرد رائحة الدسم المسلوق. ويُغلى جيّداً مرق الرأس المسلوق، لتضاف إليه التوابل والليمون، ويُشرب بعدها ساخناً كالشوربة، إلى جانب الوجبة الملونة.

أما في الأيام العادية خارج شهر الصوم، فتُباع أجزاء الرأس متفرّقة. فهناك "اللسانات". وهي فقط لسان الخروف، الذي يُطبخ مع المرق والتوابل الأخرى. والأكثر شهرة في بيعها محلات منطقة السويقة بباب مصلى.

وهناك متاجر تبيع لحم رأس الخروف في "سندويشات" على عربات جوّالة، عليها رسومات جميلة. ويخلط الباعة اللحم بالبندورة والليمون والبقدونس على واجهة العربة. والعربات لها زبائنها اليوميون، إضافة إلى عابرين "يستحلون" أحياناً التذوّق.

وتُعتبر وجبة الرأس من الأكلات الشعبية الشامية، لكنّ بعض "الذوات" يُقبِلون على شرائها خلال الشهر الكريم من باب العودة إلى تراث الطعام الشعبي الذي اشتهرت به دمشق.

وقد ارتفعت أسعار رأس الخروف خمسة أضعاف، من 100 ليرة سورية قبل الثورة، لتتجاوز 500 ليرة حاليّاً، بحكم التضخّم والغلاء الذي ضرب الاقتصاد السوري.

 

 

دلالات
المساهمون