"ذي جارديان": كاميرون مستعد للحرب على "داعش" وأوباما متردد

28 اغسطس 2014
بريطانيا قد تشارك بالحرب ضد "داعش" (جون ثايس/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
تناولت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية، اليوم الخميس، دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما لحلفائه، من أجل تكوين تحالف قوي لمواجهة "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش)، وخوف العرب ودول الخليج من الانضمام لهذا التحالف.

وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها أن "أوباما رجل حذر بطبعه، وبات أكثر حذراً بسبب القيود المفروضة عليه من قبل النظام السياسي الأميركي المعقّد". فأثناء تعامله مع أزمة "داعش"، برّر الضربات الجوية على التنظيم على أسس إنسانية، ومدّ الأكراد وحكومة بغداد بالسلاح بكميات تتناسب وقدرتهم واستعدادهم لاستخدامها استخداماً محدداً.

وأضافت الصحيفة أن "قتل الصحافي الأميركي جيمس فولي، دفع أوباما إلى اتخاذ موقف أكثر حزماً، على الأقل خطابياً، والتفكر في ما يمكن عمله للقضاء على داعش في سورية والعراق. فأُرسلت الطائرات الأميركية مرات عدة للمراقبة الجوية، وهو ما أدى إلى تزايد التكهنات بأن هناك غارات جوية ممكنة. كما أن بعض المسؤولين الأميركيين، يقرّون بأن أوباما، يريد ائتلافاً واسعاً من حلفائه لمواجهة "داعش" في كلا البلدين.

وبحسب الصحيفة، سيشمل هذا التحالف بريطانيا، وبالتالي فالسؤال الدائر في لندن الآن، هو هل سيحلّق الطيران الملكي البريطاني إلى جانب السلاح الجوي الأميركي، في حملة القصف الأكبر في الشرق الأوسط؟

لكن "ذي جارديان" لفتت إلى أن السياسة الأميركية لا تزال غير جاهزة لهذا الأمر في هذه المرحلة. فما يريده الرئيس الأميركي لا يزال غير واضح، ولكن يبدو أن عقول نخبة السياسة الخارجية الأميركية، بما في ذلك مستشاريه، مليئة بأفكار متغيرة حول ما يريده أوباما فعلاً.

أما العرب فبحسب الصحيفة نفسها، "ليسوا مستعجلين للاستجابة لطلب أوباما تشكيل تحالف قوي من أجل القضاء على مقاتلي داعش، أو على الأقل، من الواضح أن حكومات العرب التي هي أكثر تضرراً من خطر "داعش"، لا تأبه بهذا الأمر".

واعتبرت الصحيفة أن "ثمة مخاطر تحاصر العالم العربي من قبل داعش. فالأردن يعاني من التوتر منذ سيطرة مقاتلي التنظيم على الموصل، واعتقل أربعون متطرفاً مطلع هذا الأسبوع كإجراء احترازي. كما اعتقلت السلطات السعودية خلايا نائمة قيل إنه يتم تجنيدهم كإرهابيين".

وتابعت الصحيفة "الإمارات أيضاً أوضحت موقفها من الإسلاميين، باعتبارهم تهديداً بكل الأشكال في الداخل والخارج، وحتى الكويت، والتي يُعتقد أنها المموّل الأكبر للمتطرفين المقاتلين في سورية، اتخذت إجراءات صارمة. أما قطر فأوضحت موقفها هي الأخرى".

ورأت "ذي جارديان" أن "الموارد المالية الخليجية غير المحدودة، لم تكن كافية لضمان مجهود متماسك في الحرب ضد سورية، فكان آخر رئيس استخبارات سعودي، بندر بن سلطان، بارع في تقديم الأموال لجماعات متمردة، ولكن كان هناك منافسة كبيرة وسيطرة وإستراتيجية غير كافية".

ووفقاً للصحيفة، فالقدرة العسكرية التقليدية وخاصة الجوية ليست مشكلة، فالدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي لديها مئات الطائرات المقاتلة المتقدمة. ولكن المشكلة المستمرة هي في القيادة والتنسيق.

وأضافت أنه "يجب على الدول السنّية تحمّل المسؤولية في هزيمة تنظيم يتعامل بهذا الشكل المروّع الذي ضاهى تنظيم القاعدة".

أما الأمر الآخر الذي يخيف العرب، من وجهة نظر "ذي جارديان"، فهو أن "قتال داعش حتماً سيدعم الرئيس السوري بشار الأسد، إذ إن دعوات الغرب للتعاون الضمني معه تشير إلى ما يحدث بالفعل".

وفي تقرير آخر لها، ذكرت "ذي جارديان" أن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، ينوي "التلميح" أمام الرئيس الأميركي، وقادة حلف شمال الأطلسي في اجتماع القمة في ويلز الأسبوع المقبل، عن استعداد بريطانيا للانضمام إلى الولايات المتحدة، في شنّ ضربات جويّة ضد "داعش".

وأوضح مجلس الوزراء البريطاني أن "بريطانيا لم تتلقَ أي طلب من واشنطن للمشاركة في الضربات الجوية". وقال مصدر حكومي بارز، بحسب الصحيفة، إن "بريطانيا سوف تحتاج إلى الكثير من النقاشات قبل الانخراط في أي غارات جوية"، مؤكداً أن بلاده "لم تتلق أي طلبات محددة من الولايات المتحدة في هذا الأمر".

وأوضح المصدر ذاته "لم يكن تركيزنا على الضربات الجوية ولم نناقش هذا الأمر، إذ لم يطرح على الطاولة بعد".

واتخذت بريطانيا موقفاً حذراً في ردها على التهديد الذي يشكله تنظيم "داعش"، بتركها الباب مفتوحاً أمام إمكانية شنّ هجمات جويّة على التنظيم في سورية.

وقال كاميرون في وقت سابق من هذا الشهر، إن "بريطانيا يجب أن تكون مستعدة لنشر قواتها العسكرية للقضاء على داعش"، ولكنه كان واضحاً بأنه لن ينشر قوات برية.

من جهته، اعتمد وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، نهجاً أكثر حذراً في فكرة الضربات الجوية، وقال في الثامن عشر من الشهر الحالي، إنه "ليست هناك أي خطط لانضمام بريطانيا إلى الولايات المتحدة في شنّ الغارات الجوية".

وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين البريطانيين واعون لخطاب أوباما التاريخي الذي ألقاه في مايو/أيار الماضي، وأوضح فيه موقف الولايات المتحدة بأنها لم تعد قادرة على القيام بدور شرطي العالم.