لن يهدأ السجال الحادّ بين سينمائيين أميركيين، والرئيس الـ 45 للولايات المتحدّة الأميركية، دونالد ترامب (1946). والسجال يتّخذ، أحياناً، شكل التصريح المباشر، الذي يتضمّن انتقاداتٍ متبادلة بين الطرفين، ويجد في صناعة الصورة السينمائية، أحياناً أخرى، مكاناً أرحب لإطلاق ما يُمكن اعتباره "نقداً سينمائياً هوليوودياً لترامب وإدارته".
السجال القائم بين ميريل ستريب وترامب، يبقى آخر حلقةٍ من مسلسلٍ، يبدو أنه مستمرّ في الفترة الطويلة المقبلة. وهو منطلقٌ من تصريحٍ للممثلة تنتقد فيه "سخرية" الرئيس من صحافيّ معوَّق، تُلقيه أثناء تسلّمها "جائزة سيسيل ب. دوميل" التكريمية، في الحفلة الـ 74 لـ "غولدن غلوب"، المقامة في 8/ 1/ 2017، ما يستدعي ردّاً من الرئيس، يقول فيه إن ستريب "ممثلّةٌ مُبالغٌ في تقديرها".
لكن الممثلة "المُبالغ في تقديرها" تمتلك مساراً سينمائياً سجالياً، عبر أفلامٍ عديدة تناقش، بحدّة أحياناً، وقائع أميركية في السياسة والإعلام والاجتماع والتاريخ. وهي ستكون جزءاً أساسياً من مشروعٍ سينمائيّ جديد يُحقِّقه السينمائيّ ستيفن سبيلبيرغ (1946) قريباً، ويرتكز على "قصّة حقيقية" تتمثّل في صراعٍ قائمٍ بين الصحافة والإدارة الأميركية، مطلع سبعينيات القرن الـ 20، بخصوص حرب فيتنام، قبل وقتٍ قليلٍ على صراع الصحافة نفسها مع الإدارة الأميركية أيضاً، بخصوص "عملية تجسّس تقوم بها أجهزة أمنية وسياسية أميركية" ضد الحزب الديمقراطي.
بهذا، لن يكون صعباً التأكّد من الإسقاط المباشر للمشروع الجديد لسبيلبيرغ على حالةٍ أميركيّة آنيّة، تتمثّل بـ "العداء الشديد" الذي يكنِّه دونالد ترامب للصحافة والإعلام، ما يعكس حساسية المشروع السينمائيّ وراهنيّته، في موقفٍ لن يخلو من نقدٍ مبطّن للإدارة الحالية، ولرئيسها.
فالمشروع يستعيد ملفاً يُعرف باسم "وثائق البنتاغون"، وقضيةً توصف بأنها "التهريب الأشهر للمعلومات في الولايات المتحدّة الأميركية". هذا ما تؤكّده الطبعة الفرنسية من "هافينغتون بوست" (سيليا كازالي، 7/ 3/ 2017)، وتقرير للوكالة البريطانية "رويترز" (موزّع في اليوم نفسه)، نقلاً عن المجلة السينمائية الأميركية المتخصّصة "فارايتي" (مقالة جاستن كرول، 6/ 3/ 2017).
يحمل المشروع عنوان "ذا بوست" THE POST، ويروي حكاية الوثائق "السرّية"، من خلال شخصيتي بنجامن برادلي، رئيس تحرير "واشنطن بوست" (1965 ـ 1991)، وكاثرين غراهام، ناشرة الصحيفة نفسها (1963 ـ 1979)، ورئيسة "مؤسسة واشنطن بوست" (1973 ـ 1991). وإذْ تُنشر الوثائق عام 1971، فإن "واشنطن بوست" نفسها ستعرف شهرةً إضافية لها، عام 1972، بكشفها ما يُعرف بـ "فضيحة ووترغايت".
الفضيحة معنيّة بتنصّت تجسّسيّ للإدارة الأميركية على مركز رئيسيّ للحزب الديمقراطيّ، ما يدفع الرئيس ريتشارد نيكسون (1913 ـ 1994) إلى الاستقالة. في حين أن "وثائق البنتاغون"، المثيرة للجدل، متعلّقةٌ بممارسات الولايات المتحدّة الأميركية في فيتنام، بين عامي 1945 و1971. وهي ممارسات مرتبطة بالتورّط السياسي ـ العسكري في تلك الحرب، في حين أن القضية بحدّ ذاتها تنصبّ في صراعٍ دائرٍ بين الصحيفة (إدارة النشر وهيئة التحرير) والحكومة الاتحادية الأميركية، "بشأن حقّ الصحيفة في نشر الوثائق". وبحسب فنسان موريل ("لو فيغارو" الفرنسية، 9/ 3/ 2017)، فإن الوثائق السرّية المُسرَّبة تطاول إدارة الرئيس ليندن بي. جونسن (1908 ـ 1973)، تحديداً.
في الإطار التاريخي نفسه، فإن الصحافيين العاملين على الوثائق ونشرها تورّطوا في صراعٍ قضائيّ، في حين أن دانيال ألزبيرغ (1931) ـ المُحلِّل الذي يُسرِّب للصحيفة "الإجراءات الحكومية"، المتمثّلة بـ 7 آلاف وثيقة مُصنَّفة "سرّي للغاية" (علماً أنه يُرسل الوثائق إلى "نيويورك تايمز" أولاً) ـ يتمّ توقيفه، ويُتّهم بجُرمي التآمر والتجسّس.
أما بخصوص المعلومات المتعلّقة بالمشروع السينمائيّ، فلم يرد فيها أكثر من سردٍ للحكاية الأصلية، بالإشارة إلى أن توم هانكس (1956) سيؤدّي دور بنجامن برادلي (1921 ـ 2014)، وأن ميريل ستريب (1949) ستكون كاثرين غراهام (1917 ـ 2001). غير أن موعد بدء تصوير الفيلم غير مُحدِّد لغاية الآن، لأن سبيلبيرغ يعمل على إنهاء العمليات الفنية الأخيرة لـ Ready Player One، الذي يُفترض بعروضه التجارية الأميركية أن تنطلق في 30 مارس/ آذار 2018: فيلم خيال علميّ، مقتبس عن رواية Player One، للكاتب الأميركي إرنست كلاين (1973)، المتخصّص بروايات الخيال العلميّ.
يُذكر أن أحداث الفيلم الأخير لسبيلبيرغ تدور في زمن قريب، حيث يعاني العالم مشاكل عديدة: أزمة طاقة، كارثة ناتجة من تغيّر المناخ، مجاعة، فقر، حروب، إلخ. في عالم مليء بالفوضى كهذا، هناك نظام "واقع افتراضيّ"، يُعتبر بمثابة عالم رديف، تستفيد منه البشرية. مخترع هذا النظام، الذي يُصبح أغنى رجل في العالم، يُقرِّر منح ثروته كلّها لمن يعثر على المفاتيح الـ 3، المخبّأة في العالم الافتراضي. والكتاب يروي حكاية شاب في الـ 17 من عمره، يقوم بتلك الرحلة المليئة بالمغامرات والتحدّيات، بحثاً عن تلك المفاتيح.
لكن الممثلة "المُبالغ في تقديرها" تمتلك مساراً سينمائياً سجالياً، عبر أفلامٍ عديدة تناقش، بحدّة أحياناً، وقائع أميركية في السياسة والإعلام والاجتماع والتاريخ. وهي ستكون جزءاً أساسياً من مشروعٍ سينمائيّ جديد يُحقِّقه السينمائيّ ستيفن سبيلبيرغ (1946) قريباً، ويرتكز على "قصّة حقيقية" تتمثّل في صراعٍ قائمٍ بين الصحافة والإدارة الأميركية، مطلع سبعينيات القرن الـ 20، بخصوص حرب فيتنام، قبل وقتٍ قليلٍ على صراع الصحافة نفسها مع الإدارة الأميركية أيضاً، بخصوص "عملية تجسّس تقوم بها أجهزة أمنية وسياسية أميركية" ضد الحزب الديمقراطي.
بهذا، لن يكون صعباً التأكّد من الإسقاط المباشر للمشروع الجديد لسبيلبيرغ على حالةٍ أميركيّة آنيّة، تتمثّل بـ "العداء الشديد" الذي يكنِّه دونالد ترامب للصحافة والإعلام، ما يعكس حساسية المشروع السينمائيّ وراهنيّته، في موقفٍ لن يخلو من نقدٍ مبطّن للإدارة الحالية، ولرئيسها.
فالمشروع يستعيد ملفاً يُعرف باسم "وثائق البنتاغون"، وقضيةً توصف بأنها "التهريب الأشهر للمعلومات في الولايات المتحدّة الأميركية". هذا ما تؤكّده الطبعة الفرنسية من "هافينغتون بوست" (سيليا كازالي، 7/ 3/ 2017)، وتقرير للوكالة البريطانية "رويترز" (موزّع في اليوم نفسه)، نقلاً عن المجلة السينمائية الأميركية المتخصّصة "فارايتي" (مقالة جاستن كرول، 6/ 3/ 2017).
يحمل المشروع عنوان "ذا بوست" THE POST، ويروي حكاية الوثائق "السرّية"، من خلال شخصيتي بنجامن برادلي، رئيس تحرير "واشنطن بوست" (1965 ـ 1991)، وكاثرين غراهام، ناشرة الصحيفة نفسها (1963 ـ 1979)، ورئيسة "مؤسسة واشنطن بوست" (1973 ـ 1991). وإذْ تُنشر الوثائق عام 1971، فإن "واشنطن بوست" نفسها ستعرف شهرةً إضافية لها، عام 1972، بكشفها ما يُعرف بـ "فضيحة ووترغايت".
الفضيحة معنيّة بتنصّت تجسّسيّ للإدارة الأميركية على مركز رئيسيّ للحزب الديمقراطيّ، ما يدفع الرئيس ريتشارد نيكسون (1913 ـ 1994) إلى الاستقالة. في حين أن "وثائق البنتاغون"، المثيرة للجدل، متعلّقةٌ بممارسات الولايات المتحدّة الأميركية في فيتنام، بين عامي 1945 و1971. وهي ممارسات مرتبطة بالتورّط السياسي ـ العسكري في تلك الحرب، في حين أن القضية بحدّ ذاتها تنصبّ في صراعٍ دائرٍ بين الصحيفة (إدارة النشر وهيئة التحرير) والحكومة الاتحادية الأميركية، "بشأن حقّ الصحيفة في نشر الوثائق". وبحسب فنسان موريل ("لو فيغارو" الفرنسية، 9/ 3/ 2017)، فإن الوثائق السرّية المُسرَّبة تطاول إدارة الرئيس ليندن بي. جونسن (1908 ـ 1973)، تحديداً.
في الإطار التاريخي نفسه، فإن الصحافيين العاملين على الوثائق ونشرها تورّطوا في صراعٍ قضائيّ، في حين أن دانيال ألزبيرغ (1931) ـ المُحلِّل الذي يُسرِّب للصحيفة "الإجراءات الحكومية"، المتمثّلة بـ 7 آلاف وثيقة مُصنَّفة "سرّي للغاية" (علماً أنه يُرسل الوثائق إلى "نيويورك تايمز" أولاً) ـ يتمّ توقيفه، ويُتّهم بجُرمي التآمر والتجسّس.
أما بخصوص المعلومات المتعلّقة بالمشروع السينمائيّ، فلم يرد فيها أكثر من سردٍ للحكاية الأصلية، بالإشارة إلى أن توم هانكس (1956) سيؤدّي دور بنجامن برادلي (1921 ـ 2014)، وأن ميريل ستريب (1949) ستكون كاثرين غراهام (1917 ـ 2001). غير أن موعد بدء تصوير الفيلم غير مُحدِّد لغاية الآن، لأن سبيلبيرغ يعمل على إنهاء العمليات الفنية الأخيرة لـ Ready Player One، الذي يُفترض بعروضه التجارية الأميركية أن تنطلق في 30 مارس/ آذار 2018: فيلم خيال علميّ، مقتبس عن رواية Player One، للكاتب الأميركي إرنست كلاين (1973)، المتخصّص بروايات الخيال العلميّ.
يُذكر أن أحداث الفيلم الأخير لسبيلبيرغ تدور في زمن قريب، حيث يعاني العالم مشاكل عديدة: أزمة طاقة، كارثة ناتجة من تغيّر المناخ، مجاعة، فقر، حروب، إلخ. في عالم مليء بالفوضى كهذا، هناك نظام "واقع افتراضيّ"، يُعتبر بمثابة عالم رديف، تستفيد منه البشرية. مخترع هذا النظام، الذي يُصبح أغنى رجل في العالم، يُقرِّر منح ثروته كلّها لمن يعثر على المفاتيح الـ 3، المخبّأة في العالم الافتراضي. والكتاب يروي حكاية شاب في الـ 17 من عمره، يقوم بتلك الرحلة المليئة بالمغامرات والتحدّيات، بحثاً عن تلك المفاتيح.