حين جرى الإعلان عن مجلة "ذاكرة العرب" التي تعد جزءاً من مشروع أطلقته "مكتبة الإسكندرية" عام 2018، قيل أنها ستكون متاحة رقمياً لضمان وصولها إلى البلدان العربية كافة، بما أنها ليست متاحة للشراء بسهولة خارج مصر، وبما أن المشروع أهدافه عربية المستوى، ورغم أن القائمين عليها يقولون بتوفرها في معارض الكتب مثلاً والمكتبات لكن أسئلة القراء على صفحة المكتبة تنفي ذلك.
إذن فمسألة التوزيع ووصول هذه المجلة إلى القارئ العربي لا بد أن تكون المهمة التي ينبغي على القائمين على المشروع تحسين شروطها، بل إن المشروع برمته كان من المفترض أن يكون رقمياً.
ففي عام 2018، كان مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، قد أعلن أن المشروع هو "مستودع رقمي سوف يتيح مكانًا للذاكرة العربية على شبكة الإنترنت، جاء لكي يربط أواصر المؤرخين العرب والآثاريين وعلماء الأنثروبولوجيا".
العدد الثالث من المجلة صدر حديثاً وهو عدد خاص بـ "عمارة المساجد"، ويحتوي على مقالات لباحثين من مختلف البلدان العربية؛ يتناولون فنون وعمارة وخطوط المساجد في شتى بقاع العالم الإسلامي.
يفتتح مقالات العدد مقدمة عن المساجد الجامعة وتطورها، ودراسات تاريخية وأثرية ومعمارية للمساجد؛ من خلال تطور عناصرها المعمارية من قباب ومآذن ومحاريب وعقود ومداخل.
كما يفرد العدد باباً لدراسات فنية للجامع الأموي في دمشق، وتطور عمارة المساجد في سامراء، ومساجد صنعاء، ومساجد القيروان، ومساجد فاس، ومساجد الموصل، والعناصر الفنية والمعمارية في مساجد الإسكندرية، والمساجد التاريخية في السعودية، إضافة إلى مساجد موريتانيا.
تتضمّن مجلة "ذاكرة العرب" أيضاً ملفاً عن عمارة المساجد والمدارس في موسوعة "المزارات الإسلامية والآثار العربية في مصر والقاهرة المعزية".