"ديور" في عرضها الأول بعد كورونا: أضواء وألوان وموسيقى تبعث الأمل

23 يوليو 2020
من عرض يوم أمس في إيطاليا (ستيفانيا داليسّاندرو/Getty)
+ الخط -

نظمت دار "ديور" للأزياء، أمس الأربعاء، أول عرض أزياء بعد جائحة فيروس كورونا، في وسط ليتشي التاريخي، جنوب إيطاليا، الذي ارتدى حلة مضيئة كفيلة بمدّ الحرفيين والفنانين المتضررين من الأزمة بالأمل.

وقالت مصممة أزياء النساء لدى دار "ديور"، ماريا غراتزيا كيوري، لوكالة "فرانس برس"، إنّ "الجميع شارك بكثير من الحماسة في هذا المشروع. قلنا لبعضنا: لنحاول العمل عن بعد عبر تطبيق (زوم) ولنمضِ قدماً! وعندما رأينا المجموعة قلنا: هذه معجزة! لم نكن نتوقع إمكانية إنجازها".

وتضمنت المجموعة البحرية الشهيرة للدار فساتين طويلة بألوان عدة من الأبيض السكري إلى خليط مرقع مع الكثير من الكشاكش. وفي تحد لأجواء الكدر، أتت الأزياء براقة مع تعدد الألوان وسيطرة اللونين الزهري والبرتقالي. واستلهمت الحلي من مجموعة أعمال من بلاد الإغريق، معروضة في متحف تارينتو في منطقة بوليا حيث التأثير اليوناني قوي جداً.

وبوشر العمل على المجموعة "البحرية" هذه التي تقدمها كبريات دور الأزياء الباريسية في الربيع، خارج أسابيع الموضة السنوية الأربعة، في نوفمبر/ تشرين الثاني، لكن الجزء الأكبر منها أُنجز خلال مرحلة الحجر في ظروف غير مسبوقة.

وأبقت الدار الشهيرة على العرض الذي كان مقرراً أساساً في مايو/ أيار، في منطقة بوليا، مسقط رأس والد كيوري، وحيث كانت تمضي عطلها لدى جدتيها المزارعتين. لكنه أقيم من دون مدعوين وحضور.

وكانت مجموعة "ديور" للأزياء الراقية مع ملابس قليلة عُرضت، مطلع يوليو/ تموز، في فيلم صور ضمن أسبوع الموضة الافتراضي في باريس.

ومن خلال اتفاقات تعاون عدة، احتفى عرض "ديور" الجديد بالمهارات التقليدية في المنطقة، من فن الحياكة إلى فن "لوميناري"، وهي هندسات مضيئة "تزدان" بها مدن جنوب إيطاليا خلال الأعياد. فخلال مرحلة الحجر اتصلت ماريا غراتزيا كيوري بالفنان بيترو روفو، وطلبت منه رسوماً تمثل زهوراً لتزيين "فتاة ديور المستوحاة من منطقة بوليا".

وبالنسبة لبعض القماش، لجأت ماريا غراتزيا كيوري إلى مؤسسة "لو كونستانتان" التي توفر فرص عمل لنساء ليحققن الاستقلال المالي. وخلال مرحلة الحجر، نقلت أنوال حياكة خشبية قديمة إلى منازل أولئك النساء للاستمرار بالعمل.

وقد طرز شعار هؤلاء النساء "أماندو إي كانتادو" (مع الحب والغناء)، على أسفل بعض تنانير المجموعة المعروضة.

وقالت ماريا غراتزيا كيوري إن "البقاء في المنزل من دون عمل أمر يثير الاكتئاب. وقد ساعد العمل اليدوي في تجاوز هذه المرحلة الصعبة". وأضافت "نحن سعيدون جداً بمنح الحرفيين المحليين أملاً بالمستقبل. لقد كان الجميع سعداء بالمشاركة في طقوس الانبعاث الجماعي هذه".

وترى دار "ديور" أنّ الإبقاء على عرض الأزياء حتى في ساحة خالية من الحضور، شكّل طريقة لتوجيه تحية "إلى الفنانين والعازفين والحرفيين" في فرنسا وإيطاليا الذين عملوا على تحضيره، و"توفير فرصة لهم ليثبوا مجدداً"، في خضم أزمة اقتصادية ناجمة عن جائحة "كوفيد ــ 19".

وختمت ماريا غراتزيا كيوري بالقول إنّ "عروض الأزياء تعبير أساسي عن عالم الموضة. استبدالها بعروض عبر الإنترنت لا أرى شخصياً أنه أمر موفق".

وألف الموسيقار والمايسترو الإيطالي باولو بوينفينو موسيقى مرافقة للعرض، تستعيد بطرق جديدة ألحاناً تقليدية عزفها فنانون من أوركسترا روما إلى جانب عازفين من أوركسترا شعبية محلية. وقالت مصممة الأزياء الإيطالية "أسمعني مقاطع عبر الهاتف، وكان الأمر لا يصدق".

وابتكرت مصممة الرقص شارون إيال عرضاً راقصاً خصيصاً لمجموعة "ديور" البحرية، مستوحى من رقصات "تارنتيلا" الشعبية الشهيرة في جنوب إيطاليا التي من شأنها بلسمة الجروح، عبر حركات تحرر الجسم والروح.

(فرانس برس)

المساهمون