"دووس"... تطبيق غزّي لتعليم قيادة السيارات

30 أكتوبر 2016
التطبيق أطلقه ثلاثة مهندسين غزيين (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
لم يكن الوصول لفكرة إنشاء تطبيق Doos سهلاً على ثلاثة مهندسين فلسطينيين، بعدما احتاجوا شهراً كاملاً من البحث عن فكرة جديدة لم تُنفذ من قبل في قطاع غزة. مشقتهم في الوصول لتلك الفكرة كانت دافعاً لهم لتنفيذها على الواقع، وجعلها مشروعاً لتخرجهم من كلية الهندسة بجامعة الأزهر.
زملاء الدراسة الثلاثة، أمل الجاروشة وعلا مهنا وأسامة المصري (23 عاماً)، قرروا اعتبار تطبيق "دووس" بوابة العبور إلى تخصص هندسة أنظمة الحاسوب. التطبيق الذي يحاكي مدارس تعليم السواقة وتطبيقاتها نظرياً وعملياً على الهواتف الذكية وبطريقة إلكترونية، هو الأول من نوعه في غزة.
وتوضح الجاروشة لـ"العربي الجديد" أن التطبيق هو عبارة عن واجهة تفاعلية تعليمية، تختص بتعليم قوانين قيادة السيارات للأشخاص المهتمين بخوض تجربة تعليم السواقة، كون "دووس" يحاكي مدارس تعليم القيادة ويوفر شرحًا نظريًا إضافة للاختبارات النظرية وأخرى عملية.
وتضيف أن التطبيق مزود بجانب عملي، عبر احتوائه على لعبة 3D تُمكن الطالب من استخدامها في تطبيق ما تَعلمه نظريًا كما المدارس الواقعية، بحيث أنها مزودة بسيارة وطرق وإشارات مرور وسير تساعد على قياس أداء الطالب في التعامل مع إشارات السير والمرور.
ومن أبرز دوافعهم لإنشاء التطبيق، تشير الجاروشة إلى أن "المادة التعليمية التي تقدمها مدارس القيادة الواقعية صعبة الفهم على بعض الطلاب نظرًا لزخمها بكم المعلومات"، إضافة إلى أنها تأخذ وقتًا أكبر من الطالب لإنجازها وحفظها للخضوع للاختبار النظري الذي قد يواجه صعوبةً في اجتيازه.
وتبين المهندسة أن التطبيق يقدم المادة النظرية الخاصة بالسواقة بشكل أسهل من تلك المقدمة في المدارس الواقعية، كون التطبيق يعمل على دمج الشق النظري مع العملي مما يسهل عملية استيعاب المادة، إضافة لخضوع الطالب لاختبارات مبدئية تساعده في اجتياز الاختبار النظري المعتمد في المدارس.
بدورها، تنوه مهنا إلى أن التطبيق يعتبر واجهة داعمة لمشاريع تعليم القيادة ومدارسها الواقعية، بحيث أن الأخير هو الشكل الرسمي للحصول على رخصة القيادة، لكن ما يميز "دووس" الإلكتروني هو مساهمته في "تقوية الطالب في الشق النظري والعملي بطريقة ذكية وسهلة تضعه في خطوة ممكنة للحصول على الرخصة".
وتضيف العشرينية لـ"العربي الجديد" أن التطبيق الذي أخذ وقتًا امتد لستة أشهر لتجهيزه بشكله النهائي، واجه تحديات جمّة، كان من ضمنها تحديد لغات البرمجة التي تتوافق مع نوعية تطبيق "دووس"، إضافة إلى "الصعوبة في الحصول على المادة النظرية نظرًا لعدم تعاون بعض مدارس القيادة مع المهندسين".
وتوضح مهنا أن مشكلة الانقطاع المتكرر للكهرباء عمل على إعاقة تنفيذ التطبيق في وقت أقصر مما كان عليه، مبينةً أن الفريق حاول التغلب على تلك المشكلة بمواءمة ساعات العمل عند وصول الكهرباء لأي من أفراد المجموعة، أمرٌ كان أشبه بتسليم أدوار العمل لبعضهم البعض.
إلى ذلك، يسعى المصري من خلال التطبيق، إلى رفع نسبة الوعي وفهم أساسيات الحصول على رخصة القيادة بالنسبة للطلبة المقدمين على تعلم القيادة، والتغلب على مشكلة خوف بعضهم من الرسوب في امتحانات الوزارة الرسمية، عن طريق تجهيز مستخدمي التطبيق بصورة تُؤهلهم للحصول على الرخصة.
ويتابع لـ"العربي الجديد" أن الاستعداد الجيد وضمان النجاح بنسبة كبيرة بعد استخدام تطبيق "دووس" يساعد في تقليل عبء التكاليف التي قد تزيد فور عدم اجتياز الاختبار من المرة الأولى، مضيفًا أن التطبيق هو الأول من نوعه لتطبيق أساسيات الحصول على رخصة القيادة بشكل ذكي وعبر تطبيق إلكتروني.
ويشير إلى أن التطبيق مجاني ويستطيع استخدامه حاملو الأجهزة الذكية، موضحًا أن التطبيق قيد التطوير على صعيد اللعبة التي يحتويها، إذ أنهم يسعون إلى تغيير نظام الخرائط الوهمية التي تقوم عليها، واستبدالها بشوارع تحاكي البيئة الحقيقية التي يعيش فيها الطلاب.
ويطمح المصري وزميلتاه إلى كون التطبيق معتمدًا من قبل الجهات الرسمية، واستخدامه بشكل أوسع من قبل الطلاب، غير أنهم يسعون لأن يكون "دووس" هو بمثابة الخطوة الأولى في طريق تحقيق حلمهم في إنشاء شركة خاصة بهم تهتم في مجال صناعة التطبيقات التعليمية والترفيهية.
ودفع شح الوظائف وارتفاع معدلات البطالة في صفوف الغزيين إلى 50 في المائة منهم 60 في المائة من فئة الشباب في قطاع غزة المحاصر إسرائيلياً منذ عشر سنوات، للتوجه نحو العمل الحر كبرمجة التطبيقات وتصميم مواقع الويب عبر الإنترنت من أجل توفير مصدر دخل مالي.

دلالات
المساهمون