وفي مواصلة لمشروع التعريف بـ التراث الموسيقي العالمي والعربي والخليجي على وجه الخصوص؛ يقيم المركز أمسية في الثالث من كانون الثاني/ يناير المقبل، تتبع تاريخ آلة الهبان وموسيقاها التي عرفها الخليج منذ أن ابتكرتها قبائل الهولة التي كانت تعيش على خليج فارس. فهي عموماً إحدى أقدم الآلات الموسيقية في التاريخ، التي يعرفها أيضاً سكان الجبال والصحراء في عدة أماكن من العالم، فنسمع صوتها أو أنغاماً قريبة منها في احتفالات شعبية تمتد من شمال العالم حتى جنوبه، حيث مبدأ صناعة آلة نفخية من جلد الماعز أو البقر مبدأ عرفته الشعوب منذ القدم في كل مكان مع اختلافات طفيفة.
والهبان آلة لها صوت يشبه صوت "القربة" في بلاد الشام، حتى أنها تسمى "الجربة" في بعض بلدان الخليج.
وثمة أنواع مختلفة من الهبان، هناك هبان كويتي، وعماني، وإيراني، ومن أشهر العازفين على هذه الآلة الشعبية الكويتي فاضل كنكوني الذي يشارك في الأمسية التي تقام في "اليرموك" بعزف عدة مقطوعات مختلفة والحديث عن الآلة وتاريخها.
تصنع الهبان من جلد الماعز بعد نزع الشعر منه، وفي أحد أطرافها، يوضع مبسم خشبي ينفخ العازف فيه لتمتلئ القربة بالهواء، ثم يضغط عليها بيديه ليتحكَّم في الهواء الخارج من الطرف الآخر ويتحكم بالصوت الذي يترافق مع ذلك.
على موسيقى هذه الآلة تؤدى رقصة تسمى "رقصة الهبان" ورقصة أخرى تسمى "هبان دواري" ويحرص العازف خلالها على الظهور بأجمل زي عند الأداء، وفي بعض البلدان تتكون فرقة الهبان من ثلاث مجموعات، الأولة من ثماني نساء، والثانية من ثماني رجال، والثالثة من عشرة عازفين.
أما بخصوص اسم الآلة، فيُعتقد أنه مشتق من فعل "هب" لأنها نفخية وتعتمد على حركة الهواء منها وفيها.
من جهة أخرى، فقد تأثر بعض الموسيقيين الغربيين بهذه الآلة، مثلاً قام الموسيقيان هاري بوير رودريغز ونك هوك، بتسجيل عزف موسيقى الهبان في منطقة الخليج، وأطلقا ألبوماً يجمع بين آلات من ثقافات العالم من بينها الهبان وآلات يابانية قديمة شبيهة بها.