ينفتح المسرح على عاصفة رملية وأغبرة وفريق كشافة مدفون تحت الكثبان، تنجو منه مجموعة تسير على طريق مجهولة لتحتمي ببقايا مستشفى تهدّمت أركانه، وهناك يعرفون أن لا أمل في الخلاص من هذه المتاهة، فيخرج الوحش من دواخلهم وينكشفون أمام بعضهم بعضاً، بحسب بيان العمل.
في حديث إلى برنامج تلفزيوني على محطّة محلية، يقول الجعايبي إن "العمل يمثّل مرآة ترينا وجوه المواطنين التونسيين، ويطرح تساؤلات حول واقعهم بعيداً عن الفرجة السهلة والضحك الاستهلاكي وجلد الذات والأسلوب الوعظي، في محاولة لاستفزاز الوعي والتفكير بذواتنا واللحظة التي نعيش".
يضيف الجعايبي أن "خوف" هي "امتداد لمسرحيته السابقة "عنف" واللتين سيتممهما عمل مقبل لتشكّل ثلاثية تنتهي بالأمل؛ حيث لا حلول أخرى أمامنا بحثاً عن مستقبل أفضل من ماضينا وحاضرنا"، مشيراً إلى "توظيفه أناشيد الكشافة التي كان تتضمّن المُثل والقيم العليا في عمل يخاطب الناس على اختلاف أعمارهم؛ من 12 عاماً وصولاً إلى سن التسعين".
كما لفت صاحب "عشاق المقهى المهجور" إلى "حضور الممثلة والكاتبة جليلة بكّار (1952) في المسرحية من خلال تأليفها فقط للنص الذي يرصد أسوأ ما في شخصياتنا حين ينفد الماء والطعام، وتتزايد الأخطار والخوف، وتدبّ الخلافات، حيث تسقط المعايير والأخلاق ويقودنا التسلّط إلى تقديم المصالح الشخصية وتغييب الجماعة وروحها".
شخصيات العمل المتناحرة في منطقة نائية ينتظرون الفناء جوعاً أو على يد بعضهم بعضاً، وربما سيبتكرون منافذ للعودة إلى الحياة، هذه المعالجة الرمزية، بحسب الجعايبي، تحاكي اللحظة الراهنة في تونس وهو في "خوف" يضع كلّ هواجسه ورؤاه كفنان يقارب المجتمع والسياسة.
تشارَك في وضع سيناريو العمل بكّار والجعايبي، وحضر على الخشبة كلّ من فاطمة بن سعيدان، ورمزي عزيّز، ونعمان حمدة، ولبنى مليكة، وأيمن الماجري، ونسرين المولهي، وأحمد طه حمروني، ومعين مومني، ومروى المنّاعي.