يلفت الجميلي إلى أن الكتاب "يأتي على مقارنات في الفن العربي مع الفنون العالمية للأمم الأخرى، وقضية التحريم وتاريخ الصورة في الثقافة العربية، وقراءة الفن العربي المعاصر وفق نماذج علمية، عبر قراءة الفن العالمي ومقارباته اليوم لمفهوم الأصالة، فضلاً عن فكرة التأسيس في الفن العربي ومحاولات الاشتقاق المزمنة التي طالت الفن منذ مؤسسية وصولاً إلى تلاميذهم، ويقرأ إشكاليات النقد وتراخيه أمام هذه القضية وقضايا أخرى تخص الصورة، فضلاً عن تشخيصه تلك الإشكاليات التي أسسها النقد دون قصد".
ويرى أن ما يجعل الفن ظاهرة اجتماعية، هو وجود مؤسّسات وأعراف مرتبطة بالعلاقات الاجتماعية، التي تؤمّن له شروطه الضرورية أو تمنعها عنه، بدءاً بحرية الأنا المفردة التي تبدع ولا تحاكي، وصولا إلى جمهور يعرف الفن ويعترف به، ويتمتّع بثقافة ترى الفن "إضافة هجينة"، إلى المجتمع، ذلك أن التعامل مع الأعمال الفنية يقتفي تربية فنية، لها مراجعها الواسعة في المناهج المدرسية والمتاحف.
ويشير في مقدّمة الكتاب إلى أن "الكثير من دارسي الفن العربي يتجاوز قضية الأصالة، كأن يتم تناسيها أو يتم التطرّق إليها باستحياء ما أن تبرز برأسها، فلا تكفّ تلك القضية عن البروز في كل بحث ودراسة تشكيلية، متناً أو هامشاً، فتُلمح الدراسات بتصوّرات معيّنة لا تكفي لتوصيف أو تحليل هذه القضية المحورية المهمّة، ما أتاح الفرصة للكثير من الآراء الفردية والارتجالية في توصيف الأصالة في الفن العربي بشكل عرضي".
ويؤكّد الجميلي أن الكثير من الباحثين مارس إجحافاً بحق هذا النشاط عبر تهم أو تبريرات وإسقاطات، أو تهويمات لا نجد لها أي تفسيرات واضحة، أو أدلّة دقيقة، أو من خلال تلاعبات لغوية تعيد بلورة الكلام بلا جدوى، كما أن دفاعات بعضها لم تضع أدلّتها الكافية أيضاً، ما أنهك الفن التشكيلي وجعله يلتفت كثيراً للوصايا والتبريرات والتوضيحات التي لم تكن من وظيفة الفن التشكيلي نفسه.
الناقد فيصل درّاج قدّم للدراسه بقوله: "يستعيد هذا الكتاب موضوع الفن العربي، منفتحاً على جملة من الأسئلة، تتضمّن معنى الفن وكونيته، والشروط الاجتماعية المتعلّقة به، وذلك النظر الاستشراقي الذي أدمن على تقديم إجابات جاهزة، رأت في المنظر الإسلامي نفي جميع الممارسات الحرة، ومنها الممارسة الفنية".
الجميلي من مواليد البصرة العام 1974 ودرّس في "كلية الفنون الجميلة" في جامعتها، وشارك في العديد من المعرض الجماعية التي أُقيمت داخل العراق وخارجه، وصدر له كتاب فني بعنوان "فاعلية الخطاب الجمالي: تطبيقات في التشكيل العراقي"، كما سيصدر له قريباً كتاب بعنوان "انفتاح النص البصَري: دراسة في تداخل الفنون التشكيلية".