ينطلق، غداً الأربعاء، في "قصر الفنون" في القاهرة، معرضٌ مُتجوّل بعنوان "حين يصبح الفن حرية: السورياليون المصريون (1938 - 1965)"، ويستمرّ في مواقع أخرى حتى 28 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
المعرض، الذي تنظّمه "مؤسّسة الشارقة للفنون" بالتعاون مع "قطاع الفنون التشكيلية" "والجامعة الأميركية" في القاهرة، يُقدّم أعمالاً فنّية من الحركة السوريالية المصرية، في محاولة لإعطاء لمحة عن إرثها وتأثيراتها في المشهد التشكيلي في البلاد، وارتباطها بالحركة السوريالية العالمية في القرن العشرين.
يُنظَّم المعرض بعد سنة واحدة من مؤتمر دولي احتضنته "الجامعة الأميركية" في القاهرة، بعنوان "السورياليون المصريون من منظور عالمي"، والذي شارك فيه قرابة 28 فنّاناً وباحثاً من مصر وخارجها، ناقشوا إرهاصات السوريالية وتجلّياتها في الأدب والفن المصريَّين، وتأثيراتها على المستوَيين الفني والسياسي، وامتداداتها على الصعيد العالمي، وواقعها ودورها الحالي في مصر.
المعرض أيضاً يركّز على تاريخ الجماعات السوريالية المصرية، خصوصاً "جماعة الفن والحرية" المعروفة باسم "الجماعة السوريالية المصرية"، والتي أطلقها الفنّان جورج حنين، نهاية الثلاثينيات، رفقة عدد من أصدقائه؛ مثل: كامل التلمساني وأنجيلو دي رينيه ورمسيس يونان، وتُعدُّ إحدى أبرز تجلّيات الحداثة في مصر بين الثلاثينيات والسبعينيات.
كما يستعرض، من خلال أعمال هؤلاء السورياليين البارزين، التطوّر الذي شهدته الحركة، وعلاقتها المعقّدة مع نظيراتها الغربية، خصوصاً السوريالية الفرنسية، ويُسلّط الضوء على تأثيراتها في المشهد التشكيلي المصري بين الأربعينيات والخمسينيات وما بعدهما.
ومن المعروف أن "جماعة الفن والحرية"، ورغم تجربتها القصيرة، رفدت المشهد التشكيلي المصري، ومهّدت لظهور جماعات أخرى تأثّرت بها واعتنقت أفكارها في الخمسينيات والستينيات، ومن بينها "جماعة الفن المعاصر" التي قادها فنانون بارزون؛ مثل: حسين يوسف أمين، وعبد الهادي الجزار، وكمال يوسف، وحامد ندا، وماهر رائف، ومنير كنعان، وسالم الحبشي، وسمير رافع، وإبراهيم مسعودة.
من جهة أخرى، تُصدر "مؤسّسة الشارقة للفنون"، على هامش المعرض، الذي يأتي وسط تزايد الاهتمام بالحركة السوريالية في الأدب والفن المصريين، كتابَين؛ يجمع الأوّل محاضرات "السرياليون المصريون من منظور عالمي"، ويتضمّن الثاني وثائق ومقالات وبيانات وصوراً فوتوغرافية وقصائد ومواد أرشيفية تتعلّق بالحركة السوريالية المصرية.