"حماية العربية".. محاولات للتخطيط اللغوي

06 ابريل 2018
علي عمر الرميص/ ليبيا
+ الخط -

تتواصل أعمال المؤتمر السنوي لـ "مجمع اللغة العربية" في القاهرة، والذي انطلق الإثنين الماضي، حتى 16 من الشهر الجاري، تحت عنوان "حماية اللغة العربية: التحديات والوسائل والأهداف" بمشاركات عربية من العراق والأردن والسعودية، وأجنبية من رومانيا وإنكلترا وكندا.

الأسئلة التي تطرحها الدورة الرابعة والثمانين من المؤتمر، لم تخرج كثيراً عن أسئلة السنوات السابقة، إذ يبدو أن التوصيات والأبحاث لا تجد طريقها إلى التنفيذ على أرض الواقع وتظلّ حبيسة مجلات الدراسات المتخصّصة، ما يلفت إلى ضرورة أن يكون للمجمع قدرة على التأثير على السلطات صاحبة اتخاذ القرار بخصوص قضايا اللغة العربية والتعليم والبحث العلمي والثورة الرقمية وغيرها.

في الأيام الماضية جرت مناقشة تعريب مجموعة من مصطلحات الطب والرياضيات والصيدلة والكيمياء والأحياء والفيزياء والهندسة، فبالرغم من أنه جرى تعريب الكثير من المصطلحات المتعلّقة بهذه المجالات، لكنها حقول يجري تحديثها بسرعة وتحتاج إلى مجاراة في تعريب مصطلحاتها توازي تجدّدها المتواصل وتوالد المصطلحات فيها.

كما جرى نقاش حماية اللغة العربية من زاويتين، ففي محاضرة ألقاها الأكاديمي السوري محمود أحمد السيد جرى تناول التخطيط اللغوي وعلاقته بحماية العربية، فيما ناقش الباحث المصري محمود كامل الناقة موضوع حماية اللغة العربية من زاوية تحديات مجتمع المعرفة.

تحت عنوان "تأثير الثورة الرقمية في الصناعة المعجمية"، ألقى الباحث عائض الردادي من السعودية محاضرته، متناولاً علاقة التكنولوجيا الحديثة في تكوّن معاجم افتراضية جديدة، بينما ناقش الأكاديمي نصر عباس من كندا "تأثير العاميات في الواقع الثقافي والإبداعي".

اليوم الخميس يتضمّن مناقشة طائفة من مصطلحات التربية وعلم النفس والفلسفة الإسلامية والفقه الإسلامي، ومن مصر يلقي الباحث محمود فهمي حجازي محاضرة حول "التخطيط اللغوي وحماية اللغة الوطنية"، بينما يقدّم الأكاديمي محمد حسن المرسي ورقة بعنوان "اختبار اللغة العربية بين الكفاية والكفاءة".

الأيام المقبلة تشهد عدّة محاور، من بينها مناقشة تعريب مصطلحات التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا وعلوم البيئة والنفط والجيولوجيا. أما عناوين المحاضرات فتنناول إزالة الازدواج اللغوي، وضمان سلامة اللغة العربية ووحدتها، يلقيها نيقولا دوبريشان من رومانيا، وقوانين حماية اللغة الرسمية في بعض دساتير العالم لإيمان السعيد، وتيسير النحو لمحمد حسن عبد العزيز، ومشكلات إعداد معلمي اللغة العربية وتدريبهم لأحمد السعيد شلبي.

كما تتضمّن الجلسات وقفات عند جهود الباحثين والدارسين حول حماية اللغة العربية ومستقبلها، يتناولها بالدراسة الأكاديمي عبد الله عبد الرحيم عسيلان من السعودية، وعند تأثير الإعلام على اللغة العربية في محاضرة يلقيها الباحص محمد عبد الحليم من إنكلترا، كما يلقي رئيس "المجمع العلمي العراقي" أحمد مطلوب محاضرة بعنوان "الغزو اللغوي"، ويحاضر أحمد فؤاد باشا من مصر حول خصوصيات اللغة العلمية العربية، واستعمالاتها في الخطاب المعاصر.

ويعود الأكاديمي خالد الكركي من الأردن إلى "اللغة العربية وتأثير الثورة الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي"، ويناقش "السياسة اللغوية بين التطوير والتدمير"، الباحث علي القاسمي من العراق، فيما يتطرّق الباحث السعودي عبد العزيز بن عثمان التويجري إلى "تأثير الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب على اللغة العربية".

يشهد اليوم الأخير وضع التقرير الختامي إلى جانب القرارات والتوصيات بناء على ما جاء في الأوراق المقدّمة من الباحثين العرب.

دلالات
المساهمون