"حماس" وإيران تطويان صفحة خلافاتهما

13 مارس 2015
وفد من حماس زار طهران في ديسمبر (فرانس برس)
+ الخط -

يُعدّ اللقاء الذي جرى أول من أمس، بين رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، الأول من نوعه على هذا المستوى، منذ توتر العلاقات بين طهران وحركة حماس، على خلفية تأييد الحركة ثورة الشعب السوري.

وكان وفد قيادي من المكتب السياسي لحركة حماس قد زار العاصمة الإيرانية طهران في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، ما اعتُبر عودة الدفء للعلاقات التي طالما ربطت إيران بالحركة.

وفي الوقت الذي تكتمت فيه مصادر "حماس" عن نتائج أو تفاصيل الاجتماع الذي عُقد في الدوحة، بين رئيس مجلس الشورى الإيراني، ورئيس المكتب السياسي للحركة، واستمر نحو ثلاث ساعات، فإن هذا اللقاء يُعتبر تدشيناً رسمياً لعودة العلاقات بين الطرفين إلى سابق عهدها، وإيذاناً بعدم وجود "فيتو" على زيارة رئيس المكتب السياسي للحركة، إلى طهران، وهي الزيارة التي جرى الحديث عنها مطولاً، ولم تتم حتى هذه اللحظة، لما تردد عن اعتراض دمشق، حليف طهران، على زيارة مشعل شخصياً.

اقرأ أيضاً: حظوظ زيارة مشعل السعوديّة ترتفع...و"حماس" ليست إرهابية بنظر الرياض

وكانت حركة حماس قد أكدت في تصريحات صحافية مختلفة، وعلى لسان عدد من قياديها، أن العلاقة التي تبنيها الحركة مع أي جهة، قائمة على أساس بحثها في كل الآفاق عمن يؤيد الحق الفلسطيني ويدعم مقاومته، بعيداً عن أي تدخل في الشأن الداخلي لأي دولة من الدول.

والجديد في هذه التصريحات، ما نقله مراسل وكالة "أنباء فارس" في غزة، عن عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمود الزهار "الذي أكد عمق العلاقة التي تربطهم بالجمهورية الإسلامية الإيرانية"، واصفاً العلاقة مع إيران بأنها علاقة "استراتيجية لا تتغير"، ومشيراً في الوقت نفسه إلى "أن الذي تغيّر هو الجغرافيا السياسية في المنطقة"، مشيراً إلى أن "أدوات التواصل بين حركة حماس وإيران تعطلت، نتيجةً لهذا التغيير الجيوسياسي". لكنه شدد على ثبات موقفهم من هذه العلاقة التي تعزز صمود الشعب الفلسطيني، وتدعم مقاومته، بحسب الوكالة.

ولوحظ أن بيان حركة حماس الذي صدر عقب اللقاء بين مشعل ولاريجاني، كان مختصراً، واكتفى بالقول إن مشعل ووفد من قيادة الحركة التقوا لاريجاني والوفد المرافق له في الدوحة، "وتم في اللقاء تبادل وجهات النظر حول مستجدات القضية الفلسطينية وتداعياتها في ضوء التهديدات الصهيونية للقدس والمسجد الأقصى والحصار المتواصل على قطاع غزة".

وعلى الرغم من غياب المعلومات الرسمية، وتحفُّظ "حماس" على الحديث عن نتائج هذا اللقاء، الذي يكتسب أهميته من طبيعة الموقع الذي يحتله لاريجاني في النظام الإيراني، فإنه يؤكد عودة المياه إلى مجاريها بين الطرفين، وأن النتيجة الأولى لهذا اللقاء، أنه أعاد الزخم إلى العلاقات بين طهران و"حماس" إلى سابق عهدها، وطوى صفحة الماضي، وأن توجيه دعوة إلى رئيس المكتب السياسي للحركة لزيارة إيران، أصبح مسألة وقت لا أكثر.

المساهمون