في مؤشر جديد على تخبط السلطات المصرية، أصدرت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة قراراً اعتبر "كتائب عز الدين القسّام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، منظمة إرهابية، على الرغم من أن القضاء المصري اعتبر "حماس" منظمة غير إرهابية في حكم سابق.
ويبدي قيادي في المكتب السياسي لـ"حماس" استياءه من الحكم الصادر، معتبراً أنها "سابقة خطيرة يُقدم عليها القضاء المصري"، متسائلاً "ألم يعتبر القضاء المصري حماس منظمة غير إرهابية في حكم سابق، فكيف له الآن أن يعلن أن ذراعها العسكري منظمة إرهابية وبعد شهور من الحكم الأول، وألا يسري الحكم الأول على حماس بالكامل".
ويكشف القيادي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن عضو المكتب السياسي للحركة، موسى أبو مرزوق، موجود في الوقت الراهن في القاهرة، لافتاً إلى أن "اتصالات كانت قائمة بين أبو مرزوق ومسؤولين في الدولة المصرية، ولم يتحدث إليه أحد بشأن اتهام الحركة، بل على العكس كان التواصل إيجابيّاً في المرحلة الحالية".
ويتوقّع القيادي نفسه أن تكون تداعيات الحُكم في حق "القسّام" إعلامية فقط، وليست سياسية، "لأنه بعد صدور الحكم الأول ظل الاتصال قائماً كما هو، بل وكانت قيادات الحركة تحضر جلسات الحوار في القاهرة".
ويؤكد أن الهدف من الحكم في المقام الأول إعلامي لامتصاص غضب الشارع المصري بعد العملية التي قامت بها جماعة "أنصار بيت المقدس" وأدت إلى مقتل عدد كبير من جنود وضباط الجيش المصري.
ويضيف القيادي الحمساوي: "تألمنا كثيراً من تلك العملية لأنها ستزيد من أوجاع ومعاناة أهل غزة، وهي أكّدت للقاصي والداني أن حماس وغزة بريأتان من الدماء المصرية".
ويشير إلى أنه "في الوقت الراهن هناك منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي المشترك بين قطاع غزة ومصر، لا يمر منها أي شيء، كما أن المعبر مغلق، وعندما يتم فتحه يكون تحت رقابة شديدة للغاية من أجهزة الأمن المصرية، كما أن المسؤولين المصريين أكدوا في أكثر من مناسبة أن الأنفاق تم تدميرها بنسبة كبيرة، وأن هناك سيطرة تامة منهم على الشريط الحدودي".
ويشدد القيادي في الحركة على أن التصريحات والتحليلات، التي وصفها بغير المسؤولة، من قيادات سابقة في القوات المسلحة، ووسائل إعلام مصرية حول تورط "حماس" في أحداث سيناء، ليس لها أي أساس من الصحة وتصب في المقام الأول في خدمة العدو الصهيوني.
ويؤكد "أننا لا نتدخل من قريب أو بعيد في الشأن المصري وكل ما يهمنا هو قضيتنا الأساسية وتحرير أرضنا من الاحتلال"، مضيفاً "عندما طُلب من الحركة الوقوف إلى جوار النظام السوري قبيل اندلاع الثورة السورية رفضنا، وقلنا نحن حركة مقاومة فلسطينية ولا ننحاز لطرف حتى لا نضّر قضيتنا، وكان ذلك في وقت كان النظام السوري يستضيف الحركة في دمشق، وتحمّلنا تبعات قرارنا وغادرنا سورية حتى لا يتلوث الثوب المقاوم بأي شوائب".