"حكايتنا مع العقربي": عندما بدأ المسرح التونسي

01 ديسمبر 2017
(محمد عبد العزيز العقربي يتوسط زملاءه)
+ الخط -

"حكايتنا مع العقربي" عنوان عريض لاحتفالية ينظمها "المعهد العالي للفن المسرحي"، عند العاشرة من صباح الإثنين المقبل، وتتواصل طيلة اليوم استعادة لذكرى أحد رواد المسرح التونسي محمد عبد العزيز العقربي (1901-1968)، وتتضمن شهادات حول تجربته، وعروضاً موسيقية، ومشاهد مسرحية من أعماله.

كان العقربي المولود في "نهج القايد التطواني" شغوفاً بحضور حفلات الشيخ سلامة حجازي، التي كان يقيمها عام 1914 على خشبة مسرح "روسيني". وقد تحول هذا الشغف إلى عمل فعلي على المسرح، بعد أن التقى عام 1918، صدفةً، بمؤسس فرقة "الشهامة العربية" محمد بورقيبة، وسمعه الأخير يغني فعينّه منشداً في فرقته، وأسند إليه دوراً في مسرحية "هاملت".

وبعد نجاحه في أداء أدواره الأولى، سرعان ما اشتهر وأصبح يمثل مع فرق أخرى، مثل "الهلال" و"ليسور"، لكن الدور الذي جعل منه فناناً يشار إليه، كان بطولته في مسرحيتين غنائيتين: "مجنون ليلى" و"عائدة"، حيث بدأ بعدهما يدرب الممثلين على الحركة والإلقاء والغناء أثناء التمثيل، ومن أشهر عروضه المسرحية الغنائية "ولادة وابن زيدون" التي لحن قصائدها واعتبرت منعطفاً في تجربته.

مع بداية الستينيات، وبعد أن صار العقربي اسماً في المسرح التونسي، وعمل أستاذاً له، بدأت المؤسسات تضيق الخناق عليه، بعد اتهامه بأنه أغلق "المسرح البلدي" في وجه الحبيب بورقيبة عندما جاء الأخير لمشاهدة إحدى أعماله. ورغم أنه نفى ذلك، لكن مجرد اتهامه أثر على عمله المسرحي، فقرر ترك تونس والذهاب إلى العمل في ليبيا لتدريس التمثيل.

كان العقربي أحد مؤسسي "معهد المسرح" و"المسرح الوطني" في ليبيا، وكان تلاميذه هم من طوروا هذه المؤسسات واشتغلوا فيها، وظل في ليبيا إلى أن رحل في حادثة سيارة عام 1968.

ألف الراحل كتاباً يجمع التأملات بالمذكرات عن نشأة المسرح في تونس وليبيا ودوره في تلك البدايات. وقدم مجموعة من المقامات الشعبية، ومن بينها "المقامة الكافية" التي تعارض مقامات الحريري، ولكنها بالدارجة التونسية و"المقامة الدينارية". من أشهر المسرحيات التي لعب فيها أدواراً أساسية أو أخرجها أو ألفها أو جمع بين الأدوار الثلاثة: "الصغيران"، "تاجر البندقية" و"يوليوس قيصر" و"ليلة من ألف ليلة"، "لكلو من عيشوشة" و"ادعوني يا أستاذ" و"مريض الوهم".

المساهمون