"جينيريك" الأفلام والمسلسلات: فنّ مستقلّ يختزل العمل جمالياً

02 يوليو 2020
جينيريك" فيلم فرنسي: المعلومات ضرورية (فيسبوك)
+ الخط -

 

يُعتَبر "جينيريك" البداية والنهاية، في الأفلام والمسلسلات، حاجة ضرورية، لكونه انعكاساً مُختزَلاً للعمل، أو سرداً للعاملين فيه. "جينيريك" البداية أعمّ وأقصر، بينما "جينيريك" النهاية أشمل وأطول. المهتمّون بالسينما يتابعون الـ"جينيريك" حتى إضاءة الصالة، لكنّ صالات عربية كثيرة تُضيء الصالة بعد ثوانٍ قليلة على بداية "جينيريك" النهاية. الأسوأ أنّ أفلاماً كثيرة يُبثّ اسم شركة الترجمة أو اسم المترجم على الشاشة قبل نهايتها، أي قبل "جينيريك" النهاية، ما يُعطِّل تفاعلاً أخيراً مع الفيلم. بينما محطّات تلفزيونية عدّة تُتيح للمُشاهدين المهتمّين متابعة الـ"جينيريك" بكامله، في البداية والنهاية. أحياناً، يُسرَّع الـ"جينيريك"، فلا يُمكن قراءته. هذه مصيبة أيضاً.

يُنجَز "جينيريك" البداية السينمائية، أحياناً كثيرة، كفيلمٍ قصير يختصر أجواء الفيلم ومناخه وشخصياته ومساراته. للتكثيف أولوية. للموسيقى موقع أساسي. يجهد صانعو الـ"جينيريك" في عدم التطرّق إلى أحداثٍ تحصل في حلقاتٍ تلفزيونية أخيرة أو في نهايات الأفلام. هذا فنّ مستقلّ، يصعب كثيراً التغاضي عنه في الغرب، رغم أنّ أعمالاً عدّة تكتفي ببساطة التقديم والختام.

الـ"جينيريك" فيلمٌ قصير، خصوصاً في بداية العمل، لكنّه يكون غالباً لائحة، قصيرة (البداية) أو طويلة (النهاية)، من المعلومات الخاصة بصانعي العمل، ومدّة عرضه جزءٌ من مدّة الفيلم أو الحلقة. لذا، يُفترض بالـ"جينيريك" أنْ يُبثّ كاملاً. ونظراً إلى قيمته، يهتمّ به صانعو الأعمال كاهتمامهم بالجوانب الأخرى، وبعضهم يريده أنْ يكون أفضل صورة ممكنة ومختصرة عن عمله، وهذا صعبٌ فنياً وجمالياً، لكنّه إبداعيّ أساساً. فضائيات تلفزيونية عربية عدّة تلتزم بثّ "جينيريك" الأفلام والمسلسلات كاملاً. كلّ فردٍ عاملٍ فيها يستحقّ أنْ يُذكر اسمه، وأنْ يُشاهده المهتمّون ويقرأوه.

كثيرون يجهلون وظائف مختلفة في صناعة الأفلام والمسلسلات، لكنّ هذا لن يحول دون أهمية الاطّلاع على المشاركين جميعهم في إنجاز العمل. كلّ تفصيل مهمّ. كلّ مهنة مهمّة. دور الـ"جينيريك"، خصوصاً النهائي، أنْ يذكر أسماء العاملين ومهنهم، فهذا أقلّ ما يُمكن فعله. كلّ عامل في مهنته يستحق، ومهنته، أنْ يُقرأ اسمه ومهنته في "جينيريك" العمل. إدارات مختلفة لصالات سينمائية عدّة تُقرِّر توقيف بثّ "جينيريك" النهاية، لكسبِ وقتٍ بين عرضين. هذا غير حاصلٍ في مهرجانات سينمائية دولية، وغالبيتها الساحقة تُضمّن برنامج دوراتها السنوية عدداً كبيراً من الأفلام المعروضة في أوقاتٍ متلاحقة، وفي أمكنة مختلفة.

هناك من يرغب في قراءة الـ"جينيريك" كلّه. هذا حقّه. لكنّ إدارات صالات عدّة، معظمها عربية، غير مكترثة بهذا، وغير منتبهة إلى أهمية هذا، وغير معنيّة بكون الـ"جينيريك" فنّاً، خصوصاً في صناعة أفلام أجنبية كثيرة. مشاهدون عرب كثيرون يُشبهون تلك الإدارات، إذْ يغادرون الصالة فور انتهاء الفيلم، فالصالة تُخبرهم بذلك عند إضاءة الأنوار وإيقاف بثّ الـ"جينيريك".

يحصل هذا غالباً في عروض صحافية أيضاً. هذه مشكلة أكبر.

المساهمون