"جلد" اصطناعي يسمح للروبوت الشعور بالألم

06 سبتمبر 2019
تقنية جديدة تسمح للروبوت الشعور بالألم (Getty)
+ الخط -

أعلن فريق علمي من كوريا الجنوبية عن تطويره بشرة جلدية للروبوتات الآلية تسمح لهم بالشعور بالألم، ما يعني أن عشاق سلسلة أفلام "المدمر/تيرمنيتر"، بطولة آرنولد شوارتزنيغر، ربما يرون قريباً روبوتاً آلياً لا يختلف كثيراً عما قدمته تلك السلسلة الشهيرة.

وستساهم التقنية الجديدة في منح الروبوتات الآلية حواساً مشابهة لتلك البشرية، مما يعني القدرة على تنمية مقدرات الذكاء الصناعي، وبحسب صحيفة "تلغراف" البريطانية فهذه التقنية تأتي من معهد "دايجو كيونغ بوك" للعلوم والتكنولوجيا الكوري الجنوبي.

وكانت معظم الأبحاث تركز على ابتكار حواس للروبوتات تساعدهم على اكتشاف الضغط والقوة اللازمة لالتقاط الأشياء دون كسرها أو اسقاطها، أما البحث الجديد فيركز على إنشاء تقنية تعمل كجلد الانسان بحيث يمكنها الشعور بالتغير الحراري والوخز.

تعتمد التقنية الجديدة على أجهزة الاستشعار والإشارات الكهربائية لنقل الشعور بالتعرض لشيء ما والحكم على تلك المشاعر متى تصبح مؤلمة، ولتحقيق ذلك يتم استخدام أسلاك "نانو أكسيد الزنك" لأجهزة الاستشعار، والتي تولد إشاراتها الكهربائية بمجرد اكتشاف التعرض لمؤثرات خارجية، مما يعني أنها لا تحتاج إلى بطاريات.

ويمكن للجلد الإلكتروني الشعور بتغير درجة الحرارة، حيث أن ارتفاع درجة حرارة السلك تؤدي لإنتاج شحنة كهربائية يمكن قياسها، وتنقل تلغراف عن البروفيسورة "جاي إيون جانج" في قسم هندسة المعلومات والاتصالات، قولها إن اكتشاف الألم "ضروري لتطوير أجهزة استشعار عن طريق اللمس في المستقبل". 

الاختراع الجديد سيكون مفيداً بشكل أساسي في مجال "الأطراف الصناعية" حيث سيوفر أطرافاً قادرة على الشعور بمحيطها، كما أنه من جهة أخرى سيشكل خطوة كبيرة على طريق تصنيع الروبوتات البشرية.

وقال العلماء إن هذا لن يكون مفيدًا فقط للأطراف الاصطناعية الأكثر تقدمًا، مما يجعلها أشبه بالأطراف الحقيقية، ولكن أيضًا لتطوير "الروبوتات البشرية"، وتضيف جانغ أن بحثهم الجديد سيتم توسيعه "للسيطرة على ميل الروبوتات العدائي، والذي يعتبر حالياً أحد أهم المخاطر في عملية تطوير الذكاء الاصطناعي".

وكان "إلون ماسك" صاحب شركة "تسلا" عبر عن قلقه اتجاه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وميلها للعدوانية، مطالباً بالبحث عن طريقة "للتأكد من أن ظهور الذكاء الرقمي المتفوق سيكون قادراً على التعايش مع البشر".

قلق ماسك وغيره من العاملين في مجال التكنولوجيا له ما يبرره بحسب التجارب السابقة، حيث أطلقت "مايكروسوفت" عام 2016 منصات آلية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، للمشاركة في تطبيق لـ"الدردشة"، ولكن المفاجأة أن هذه المنصات وبعد مرور 24 ساعة بدأت بإطلاق تعليقات عنصرية متأثرة ومتعلمة من نوعية اللغة والتعليقات المستخدمة على التطبيق من قبل البشر الحقيقيين، وبشكل مشابه انتهت تجربة لمخابر غوغل بتحول نظام الذكاء الاصطناعي إلى نظام عدواني، حيث شارك في لعبة جماعية لتجميع الفاكهة لكنه ومع شعوره بالخسارة بدأ باستخدام أشعة الليزر لمنع الآخرين من جمع الفاكهة وضربهم.

وبالرغم من التحذيرات والمخاطر يستمر سوق الروبوتات البشرية بالنمو ومن المتوقع أن يصل إلى 13 مليار دولار بحلول عام 2026، مع استخدام أكيد لنظام الذكاء الاصطناعي رغم ما يعنيه ذلك من مخاطر على مستقبل البشرية.

دلالات
المساهمون