يعرف الجيل الذي ولد في إسبانيا من الشعراء والكتّاب بين عامي 1889- 1914، بـ "جيل 27" نسبة إلى عام 1927 الذي بدأ هذا الجيل فيه بالظهور أدبياً رغم صعوبة وجود نمط كتابي يمكن أن يسود على جميع كتّاب هذا الجيل، وكان منهم لوركا وسلفادور دالي.
تعرف الشاعرات من هذا الجيل باسم "لاس سينسومبريرو" وكان معظمهن يأتين من مدن وبلدات مختلفة في إسبانيا باتجاه مدريد لخوض تجربة الدراسة والعمل والعيش بحرية، ومعظمهن عاش تجارب قاسية من النفي والفقر بسبب الحرب الأهلية.
من أبرز شاعرات ذاك الجيل ماروخا مالو، ومارغريتا مانسو، وغلوريا دو لا برادا، ولوثيا سانشيز سورنيل، ودولوريس كاتارينو، وكاسيدا دي أنطون، وكليمنتينا أرديريو، وأخريات.
تستعيد مسرحية "جبالك أشعاري" التونسية الإسبانية هؤلاء الشاعرات على خشبة المسرح البلدي عند السابعة من مساء اليوم في عرض من تأليف وإخراج الإسباني ماركو ماغوا وبدعم من "معهد ثربانتس" في العاصمة التونسية.
المسرحية التي تقدم بالمحكية التونسية إذ قامت بترجمة النص سنية شعيبي، كما أن بعض الحوارات بالفصحى، يدور حول حياة ثلاث شابات تونسيات يواجهن مصاعب مالية في مشروعهن الذي يقمن فيه بتصدير الزهور.
إلى جانب المشاكل المادية تعاني إحداهن من مشاكل زوجية، بينما تقوم الثانية بدراسة شاعرات جيل الـ 27 الإسبانيات، يجعلها هذا الشعر تعيد قراءة حياتها وواقعها.
بين الواقعين التونسي والإسباني، وبين زمنين المعاصر والنصف الأول من القرن العشرين، وبين عالمين الواقعي والشعري، تدور المسرحية التي تقف عند تجربة المرأة التونسية وتستعيد تلك الشاعرات اللواتي عشن التجربة ومعاناتها بأعمق أشكالها.
يؤدي الأدوار من تونس جميلة كمارا، وشادلي الطغوتي، وحسان الجماسي، ومروى تومي وكريمة ڨليد، إضافة إلى الممثلة الإسبانية ياسمين صاديغي والجزائري رشيد بلعقيلي.