"جاز وأفلام"... سينما وموسيقى من أفريقيا

03 ديسمبر 2019
ينظم المهرجان لقاءً مع الموسيقي يحيى خليل (خالد حمدي)
+ الخط -
لطالما ظلّت الموسيقى جزءاً مهمًّا في كثير من الأعمال السينمائية؛ إذ إنّها تقف جنباً إلى جنب برفقة الصورة، لتحاول استلهامها وتعزيز الجانب البصري سمعياً. هناك مخرجون يفضّلون الصمت، أي ألّا يحتوي فيلمهم على أي موسيقى تصويرية، وهناك مخرجون شكّلت الموسيقى في أعمالهم حيزاً كبيراً، لا يقلّ أهمية عن الصورة، لدرجة أن الموسيقى التصويرية لأفلامهم أصبحت أيقونات، تصدر منفردةً في ألبومات، من أبرز الأمثل على ذلك فيلم "العرّاب".
بهذا، نقرأ طبيعة مهرجان "جاز وأفلام" القاهري، الذي تُقام دورته الخامسة يومي السابع والثامن من الشهر الجاري، في مكتبة مصر الجديدة.
يتضمن المهرجان، الذي يأتي تحت شعار "جسر إلى أفريقيا"، العديد من الفعاليات، منها محاضرات، وعروض أفلام وتكريمات، إذ يُكرّم الموسيقي المصري وعازف الدرامز يحيى خليل، إلى جانب الفنان علي فاركيه توريه من مالي. يُعرض في المهرجان فيلمان، الأول "بيانو جاز" وهو شريط أميركي وثائقي طويل، كما يعرض فيلم وثائقي عن علي فاركيه توريه.
ينظم المهرجان لقاءً مفتوحاً مع يحيى خليل (1944)، يحكي فيه عن نشأة وتطور موسيقى الجاز في مصر، ويعرض مجموعة من الأفلام الوثائقية، التي تحكي عن العلاقة التي ربطت بين السينما وموسيقى الجاز، نشأتهما معا في الربع الأول من القرن العشرين، وكيف أن هذه الموسيقى الأميركية، تمتد بجذورها إلى التربة الأفريقية، وهي من اختراع السود في أميركا، وكانت أداة لكفاحهم ونضالاتهم، للحصول على حقوقهم المدنية.
في عام 1966، غادر خليل إلى أميركا ليتابع دراسته هناك. حينها، تعرّف، من خلال فيلم سينمائي، إلى جين روبا (1909 – 1973)، الذي كان عازف درامز ومؤلّفاً لموسيقى الجاز وقائداً لفرقة أيضاً. تأثّر صاحب "إيقاع الروح" بتجربة روبا، فقرّر أن يعود بها إلى بلاده في عام 1979 بنسخة مصرية، وأسّس فرقة "كايرو جاز كوارتر".
في عمله مع فرقته، مزج خليل الجاز مع الإيقاعات المصرية. ففي حين يؤدّي الساكسوفون جملاً تنتمي إلى الجاز كليّاً، كان الدرامز يقابل ذلك بضرباتٍ تنتمي إلى الإيقاع المصري، مُستفيداً من التقنيات الإيقاعية للجاز، والتي تعود أصلاً إلى أفريقيا.

تأتي الدورة الخامسة من "جاز وأفلام" بتنظيم موقع "سينما إيزيس" ومكتبة مصر الجديدة. مؤسس ورئيس المهرجان هو الناقد والمخرج صلاح هاشم مصطفى المقيم في باريس، الذي تخرّج في قسم إنكليزي آداب القاهرة عام 1969، درس السينما والأدب الأفروأميركي في جامعة فانسان التجريبية الشهيرة في باريس، جامعة باريس 8 حاليًّا، وحاصل على ماجستير في الدراسات السينمائية، وماجستير في أدب الزنوج وماجستير في الحضارة الأميركية.
يهدف المهرجان إلى التعريف بموسيقى الجاز الأفريقية، وعلاقتها بفن السينما، منذ عصر السينما الصامتة وحتى الآن، من خلال المحاضرات، وإقامة الورش الفنية، وعروض الأفلام، والحفلات الموسيقية الموازية، والانفتاح على الثقافات والممالك الأفريقية العريقة، كما تركز إدارة المهرجان على استقطاب الشباب وتعريفهم على "البعد الأفريقي" في الشخصية المصرية، والقيم التي يتعزز بها.
المساهمون