"توك شو" مصر: "الإخوان" وراء إرهاب فرنسا

08 يناير 2015
الإعلامي تامر أمين (تويتر)
+ الخط -

ما بين متابعة زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للكويت، وخطابه في الكاتدرائية الأرثوذكسية، دارت برامج "التوك شو"، في الفضائيات المصرية، أمس الأربعاء. وكان لافتاً تركيز بعض البرامج على جَلْد التيار الإسلامي بسوط "شارلي إيبدو"... فطالبت البرامج بتعديل المناهج الدينية والخطاب الديني، لا من خلال الأزهر، بل من قبل مؤسسات دينية، فيما تراجع الاهتمام بمعاناة الشعب الاقتصادية والاجتماعية، في ضوء موجة الطقس السيئ التي تعيشها المنطقة.
 
وانطلقت القنوات المصريّة من الاعتداء على الجريدة الفرنسية "شارلي إيبدو"، للهجوم بضراوة شديدة على الإسلاميين، وأفردت قنوات: أون تي في، المحور، صدى البلد، التحرير، النهار، القاهرة والناس، سي بي سي إكسترا، والحياة، مساحةً واسعة لتغطية حادث الاعتداء على جريدة "شارلي إيبدو". ولوحظ من تلك التغطية إصرار مقدمي البرامج، في تلك القنوات، على إلصاق الاتهام بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وربطهم بالإخوان.

وقال المذيعون إن المعتدين ذهبوا للانتقام من الجريدة التي سخرت من أبوبكر البغدادي، زعيم "داعش"... والمفارقة أن أغلب ضيوف البرنامج من الأكاديميين والإعلاميين المصريين المقيمين في فرنسا، نفوا إلصاق الاتهام بـ"داعش" أو أي من التنظيمات الإسلامية، لأن التحقيقات لم تثبت ذلك بعد، وقالوا إن هناك إشارات بانتساب مرتكبي الحادث لأصول عربية فقط، وإشارات أخرى تشير إلى أنهم أصوليون فرنسيون انتسبوا لتنظيمات إسلامية في العراق وسورية.
ومن أبرز التعليقات على الموضوع، ما ذكرته الكاتبة الصحافية نجاة عبدالنعيم، مديرة مكتب "الأهرام" في باريس، أنّ الصحيفة تلقّت تهديدات من أشخاص مجهولين، بعد نشر رسم كاريكاتيري لرئيس التنظيم البغدادي، كما أنّ الجناة رددوا بعض الهتافات مثل "الله أكبر، انتقمنا لرسول الله"، وأن منفذي الاعتداء مدربون عسكريًا على أعلى مستوى. وأكدت أن "داعش" لم يعلن مسؤوليته عن الاعتداء.
وكذلك ما قالته الكاتبة الصحافية ميرفت ميلاد، مديرة مكتب الأخبار في باريس، إن يوم الأربعاء يصدر فيه العدد الأسبوعي للمجلة، وكان هناك اجتماع بالدور الثاني في المبنى الذي يوجد فيه المجلة، وإن الباب مشفر ويجب إدخال أرقام سرية للدخول، مضيفةً أن هناك احتمال خيانة من داخل المجلة، أو تم فتح الباب تحت تهديد السلاح.
ورغم تأكيد محمد عبدالعظيم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة "ليون"، عدم وجود أي دلائل تشير إلى مرتكبي الحادث أو ضبطهم حتى الآن، أو تحديد انتمائهم لـ"داعش"، فإن الحكومة الفرنسية ستلقي بآثارها على مسلمي فرنسا، وسيبدأ التفتيش طبقًا للهوية.
ورغم ذلك استغل بعض مقدمي برامج تلك القنوات الحادث في مهاجمة الإخوان والأزهر، وتأكيد ضرورة إعادة تنقية وتنقيح الكتب التي تدرّس في الأزهر. ووصول الأمر إلى المطالبة بفلترة كتب الحديث القديمة مثل "البخاري" والتفاسير القرآنية التي فيها آيات تحضّ على القتل، وأن تطوير تلك المناهج ليس من مهام الأزهر، وإنما من مهام الدولة المدنية، وهو ما قال به الكاتب الصحافي حلمي النمنم وإبراهيم عيسى ويوسف الحسيني في برامج قناة "أون تي في".
فيما ادعى علاء شلبي، أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان، أن الثورة في ليبيا مثلها مثل الثورات العربية عانت من غياب النخبة، ولكن المشكلة في ليبيا تحديدًا ارتبطت بأن ثورتها كانت مسلحة، إذ تحول هذا السلاح بعد ذلك إلى يد الجماعات الجهادية، مؤكدا أن هناك محاولة لتوريط مصر في القضية الليبية، عن طريق الترويج لوجود ضغوط غربية عليها للتدخل عسكريًا في ليبيا.
وركز الإعلامي، أحمد المسلماني، على قناة "الحياة"- صوت القاهرة- على ما سماه انضمام ثوار بنغازي لـ"داعش" رسمياً، بإحراقهم آبار البترول الليبي.

من جهته، اتّهم تامر أمين تنظيم "داعش" بالوقوف وراء الاعتداء، في برنامجه على "روتانا مصرية" وقال: "كل الدول ستتجرع نفس الكأس التي أذاقوها لمصر"... ليكمل بخطابه السريالي قائلاً: "المجلة تستحق ما حصل لها... لأن المفروض يكون في خطوط حمرا للحريات". 

وشكّل ما قاله أمين صدمةً لدى المصريين، ما أدى إلى تناقل المواقع الإخباريّة خبراً بقوله "أنا سعيد بالهجوم على الصحيفة الفرنسيّة"، لتنشر بعد ذلك خبراً عن لسانه يقول فيه: "لا يوجد شخص طبيعي يفرح بالحوادث الإرهابية".
دلالات
المساهمون