"تواصل" بيار جعجع.. اللغة كحالة رمزية

30 مايو 2018
(بيار جعجع في عرض سابق)
+ الخط -

"تواصل" عنوان العرض الذي يقدّمه الكوريوغرافي اللبناني بيار جعجع (1980) عند الثامنة والنصف من مساء بعد غدٍ الخميس، في استديو "زقاق" في بيروت، يرافقه الموسيقي النمساوي جورج كرونيس، والذي يجمع بين الموسيقى والغناء والرقص والكلام ولغة الإشارة.

قدّم جععج عدّة عروض سابقة منها "اللغة الأم" و"Entre-Chain"، والتي كانت جزءاً من تحديه كشخص أصم فقَد قدرته على السمع والنطق بشكل سليم بسبب حادث تعرَض له في سن الخامسة، من خلال البحث عن أفكار جديدة للتواصل داخل المجتمع الذي يعيشه،
تخرج الفنان من "معهد متخصص للصم والبكم" في لبنان، وحصل على شهادة إجازة في التدريب على السمع والنطق، وفي الرابعة عشرة بدأ تدريبه على الرقص الكلاسيكي بتمارين الباليه التّقليدي و"الباليه جاز"، ثم انتقل الى "المدرسة اللبنانيّة" التي تديرها الفنانة جورجيت جبارة، و"الأكاديمية الفرنسية للرّقص" في بيروت.

رغم أنه عانى في بداية حياته الفنيّة من صعوبة في تكييف حركات جسده لتتفاعل مع الموسيقى، لكنه سرعان ما تجاوز ذلك، وتدرّب على يد مصمّمي الرّقص عبد الحليم كركلا وندى كعنو، كما شارك في العديد من المسرحيات مع المؤلف الموسيقي اللبناني أسامة الرّحباني، وكذلك في استعراضات غنائية راقصة للمغنية اللبنانية هبة طوجي.

يمزج بيار بين السلاسة المعبرة للغة الجسد مع لغة الاشارة الجسدية والإيقاعية، كما استطاع خلق علاقة مميزة بين الموسيقى وإيماءات الجسم، وفي عرضه الأول "اللغة الأم" قدّم العديد من المضامين التي تتعلّق بتهميش ذوي الإعاقة من قبل المجتمع والدولة، واستطاع أن يطوّر تدريجاً قدرة جزئيّة على السّمع، وقد وجد في الرقص المعاني الجوهريّة للتعبير.

العرض الذي صمّمه جعجع وكتبه وأدّاه منفرداً، يدمج بين لغة الإشارة والرقص المعاصر وتدخل فيه الموسيقى الحية لتروي علاقته مع الإيقاع والكلمة، كما تتداخل حركات الرقص مع الخطاب الإيمائي، ومع الألعاب البهلوانية على خشبة المسرح، بموازاة عروض فيديوهات سردية وموسيقى تجريبية.

في عرضه الحالي، يواصل بحثه حول مفهوم أساسي للتواصل بين البشر من خلال حوار بينه كراقص وبين كرونيس كمغنٍ وموسيقي، بالاعتماد على وسيط يدمج اللغة المحكية بلغة البشر، والتركيز على رمزية اللغة وعكس الاحترام الذي يدين به الفرد للفرد الآخر خلال عملية التفاعل.

قام جعجع وكرونيس معاً بإعداد عرض جديد يسمى "الاتصال _ تواصل"، عبر "تحويل الأفكار إلى لكلمات وتحويل لغة الروح الخفية إلى حركة"، بحسب الببان الصحافي.

المساهمون