"تقاسيم على الحياة": في المصح الوجودي الكبير

05 ابريل 2018
(مشهد من "تقاسيم على الحياة")
+ الخط -

يتخذ المخرج العراقي جواد الأسدي من مصحّ الأمراض النفسية مكاناً تدور فيه مسرحيته الجديدة "تقاسيم على الحياة" التي تُعرض حالياً على خشبة منتدى المسرح في بغداد، بعد غياب سنوات عن العراق تنقّل خلالها الأسدي بين عمّان وبيروت والرباط.

يقول الأسدي في حديث إلى "العربي الجديد" إن عودته هذه ستكون بداية لنوع من عودة متقطّعة إلى بغداد، للعمل في المسرح.

حول فكرة العرض يوضح "الموضوع هو هم إنساني شمولي عام ينطبق على كل المبنى العربي، أو المصحّ الكبير الذي هو الوجود العربي، حيث نشتغل على مقاربة التصدّع التاريخي والمعرفي والإنساني من خلال مجموعة عقول موجودة داخل هذا العنبر، وتدخل في حوار فلسفي ومعرفي لتعرية ما يجري حولنا من التقلبات السياسية والإنسانية والوجودية".

سؤال العرض الأساسي يقول الأسدي هو "ماذا يجري من حولنا؟ كما أن "تقاسيم على الحياة" ترثي المسرح هي بمثابة إعلان موت المسرح في مجتمعات عقيمة".

ثمة عدّة شخصيات المناضل السياسي والتنويري مثلاً يدور بينهما حوار خطير معرفي يخوض في المسكوت عنه ويطرح الكثير من الأسئلة.

يأتي العرض في مستويين من ناحية التمثيل؛ ثمة فنانين محترفين مثل إياد الطائي ومناضل داود وحيدر جمعة، وهناك أيضا ورشة للشبان من المعهد المسرحي وهنا فلاح ابراهيم، أمير إحسان، صميم حسب الله، علي السوداني.

يتابع الأسدي "العرض التجريبي مهموم بسؤال المسرح والجمهور الذي ابتعد عنه بسبب الأصولية الدينية والفكرية والطائفية، ومحاول استعادة المجتمعات للمسرح واستعادة المسرح للشارع العراقي".

يرثي الأسدي المسرح لكنه لا يتخلى عنه، يوضح "إن كنت أقدّم نقداً قاسياً للمجتمعات ولنأيها عن الثقافة وضمنها المسرح، فأنا أريد أن أفعل العكس من خلال العمل في المسرح، أن أفتح الباب من جديد للعلاقة بين المسرح والناس".

المساهمون