"بنت الشرق"... وحدة نسوية لقهر البطالة في غزة

غزة

يوسف أبو وطفة

avata
يوسف أبو وطفة
22 يناير 2020
76A03E7A-5CE1-43DD-8591-FC64F0B0C6EF
+ الخط -

مع ساعات الصباح الأولى من كل يوم، تجتمع الفلسطينية هنادي العايدي برفقة 9 سيدات أخريات من قطاع غزة، للانطلاق نحو مشروعهن الخاص الذي اخترن له اسم "بنت الشرق" من أجل إنتاج الزيتون المقطّع والخالي من النوى وبيعه في الأسواق.

وتسعى النسوة عبر مشروعهن إلى قهر البطالة التي تفشت بصورةٍ كبيرة في المجتمع الفلسطيني، بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع للعام الثالث عشر على التوالي، وتوفير فرص عمل للنساء ومساعدة أزواجهن في أعباء الحياة اليومية.

وتعتبر السيدات العشر شريكات في هذا المشروع، إلى جانب الدعم الذي حصلن عليه من إحدى المؤسسات التي تهتم بتمكين المرأة الفلسطينية والمختصة في المجال الزراعي، من أجل توفير الآلة الخاصة بتقطيع الزيتون بكميات كبيرة في الساعة الواحدة.

وتقول العايدي لـ"العربي الجديد"، إنّ فكرة المشروع جاءت بفضل خبرتهن كعاملات في المجال الزراعي، وتقديرهن أن السنوات الخمس المقبلة ستشهد فائضاً في حجم إنتاج القطاع لمحصول الزيتون الأخضر.

اخترن لمشروعهن اسم "بنت الشرق" (عبد الحكيم أبو رياش)

وإلى جانب زيادة كميات الإنتاج، وجدت السيدات خلال المراحل الأولى لدراسة المشروع أن هناك إقبالاً واسعاً على شراء الزيتون المخلل المشرح أو الخالي من النوى، في وقت يتم استيراد هذه المنتجات المتوفرة في الأسواق الغزية من الخارج.

وتؤكد العايدي أنهن قادرات على توفير كافة احتياجات السوق المحلي من هذه الأصناف، إذا ما توفر دعم حكومي لهن من خلال تسهيلات تتمثل في إحلال المنتجات الوطنية بدلاً من المستوردة وهو ما يتطلب تحركاً من الجهات المختصة.

وفي أعقاب دراسة السوق، تمكنت السيدات الفلسطينيات من استيراد الآلة الخاصة بتقطيع وتشريح الزيتون آلياً، رغم ارتفاع تكلفتها والتي تتجاوز تقريباً 20 ألف دولار أميركي، وبدأن العمل وتسويق منتجهن لمختلف الأسواق والمطاعم بغزة.

يعملن بجد لقهر البطالة (عبد الحكيم أبو رياش)

وتبيّن العايدي أن سبب تسمية مشروعهن بـ"بنت الشرق" يعود إلى المناطق الشرقية لغزة التي يعشن بها وتتم فيها زراعة المحاصيل الزراعية وتحديداً الزيتون، وهو الأمر الذي دفعهن لاختيار هذه التسمية على مشروعهن الذي انطلق قبل عدة أشهر.

ويساهم انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في شلّ عملهن الذي يبدأ عند الثامنة من صباح كل يوم، فضلاً عن إغراق السوق بالمنتجات المستوردة المشابهة لمنتجهن بالرغم من أن فارق السعر أقل 30 في المائة لصالح منتجاتهم.

أما زميلتها في المشروع، أفنان خليفة فتقول إنهن يأملن أن ينتشر منتجهن في الأسواق المحلية ويمتد ليجري تصديره إلى الخارج، ويتسع ليشغل أياديَ عاملة جديدة ضمن محاولات تمكين المرأة الفلسطينية بغزة وتوفير فرص عمل لها.

يأملن أن ينتشر منتوجهن في الأسواق (عبد الحكيم أبو رياش)

وتوضح خليفة لـ"العربي الجديد" أن أحد أهداف المشروع هو قهر البطالة وتوفير فرص العمل باعتبارها مشكلة عامة داخل المجتمع الغزي في السنوات الأخيرة وتحديداً السيدات، إلى جانب توفير مصدر دخل يمكن النساء من مساندة أزواجهن وأسرهن.

والسيدة الفلسطينية قادرة على العمل والوصول بالمنتجات إلى العالمية خصوصاً إذا ما توفرت الإمكانيات لها، لا سيما أن القطاع يمتاز بزراعة كميات كبيرة من الزيتون، الأمر الذي سيمكن من زيادة الإنتاج مستقبلاً وتعزيزه في شتى الأسواق، وفق خليفة.

ذات صلة

الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
آثار الدمار في حي الشجاعية شرق غزة، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة العثور على نحو 60 جثماناً تحت أنقاض المباني في حيّ الشجاعية في مدينة غزة، وسط دمار هائل جعل الحيّ أقرب لـ"مدينة أشباح".
الصورة
الطبيب الفلسطيني عصام أبو عجوة في مستشفى الأهلي المعمداني في دير البلح (الأناضول)

مجتمع

بعد اعتقال دام 200 يوم داخل سجون الاحتلال الإسرائيلية، عاد الطبيب الفلسطيني المتقاعد عصام أبو عجوة (63 عاما)، لممارسة عمله رغم الظروف القاسية
الصورة
فلسطيني يحاول التقاط إشارة شبكة الاتصالات في رفح، 19 يناير 2024 (فرانس برس)

منوعات

كشف "صدى سوشال" عن تزايد في حالات الانتهاك الرقمي بحق المستخدمين الفلسطينيين لمنصات التواصل، في ظل استغلال الاحتلال للفضاء الرقمي كأداة في عدوانه على غزة.
المساهمون