هل يعني حفاظ بعض المهرجانات المسرحية على انتظامها عن وجود حالة صحية يعيشها المسرح؟ سؤال يُطرح في أكثر من بلد عربي، وليس السودان استثناءً، وهو الذي يعيش هذه الأيام الدورة 18 من "مهرجان البقعة المسرحي" الذي انطلقت يوم الإثنين الماضي وتتواصل حتى الرابع من الشهر الجاري في "المسرح القومي" في الخرطوم.
صحيح أن المهرجان هذا العام حظي باهتمام رسمي، تمظهر في حضور عدد من الشخصيات الرسمية في افتتاحه، غير أن ذلك لا يمكن أن يخفي الأزمة التي يعيشها المسرح في السودان خصوصاً مع ندرة العروض سنوياً، إضافة إلى أن عدد فضاءات العرض في تراجع.
منذ سنة 2000، يحاول "البقعة المسرحي" أن يقدّم مساحة للمسرحيين السودانيين، ويفتح أبواب العاصمة الخرطوم على بعض الإنتاجات العربية، كما أنه في سنوات سابقة حاول الانتظام في إصدار كتب تهتم بالتأريخ للحركة المسرحية في السودان. كثير من هذه العناصر التي حقّقت له مكانة طيبة لا نجدها اليوم.
هذا العام يشارك 16 عرضاً نجد ضمنها عرضين مصريين هما "قهروني وباين في عينيهم" لـ "فرقة أكاديمية الفنون" و" قضية ظل الحمار" لـ "مسرح الشباب"، علماً وأن مصر هي ضيف شرف دورة هذا العام، وإن بدت مشاركته ليس بالمستوى المأمول.
دورة هذا العام سوف تتفاعل مع اختيار مدينة سنار "عاصمة للثقافة الإسلامية 2017"، من خلال تنظيم ندوة حول هذا الحدث، إضافة إلى ندوة بعنوان "الفنان والتنمية".