ليبيا: "بركان الغضب" تتوعد بـ"هجوم كاسح" ردّاً على قصف حفتر المدنيين

طرابلس

عبد الله الشريف

avata
عبد الله الشريف
17 ابريل 2019
4ED1BA68-EB7E-473A-AE62-0B53F4FD192A
+ الخط -
أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية الحداد ثلاثة أيام على أرواح المدنيين الذين قضوا في القصف الصاروخي الذي نفذته قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ليل أمس الثلاثاء، فيما توعّدت قوات عملية "بركان الغضب" بتنفيذ "هجوم كاسح" ضد قوات حفتر.

وقال اللواء أسامة الجويلي، قائد عملية "بركان الغضب"، لـ"العربي الجديد" إن "ردنا سيكون اليوم في الميدان، وستكون عمليتنا المقبلة كاسحة، ولن تتوقف حتى إرجاع المجرم حفتر إلى قاعدته في الرجمة"، مؤكدا أن أوامر التقدم لــ"تلقين قوات حفتر درسا" قد صدرت.

وعلى الصعيد الميداني، لاتزال محاور القتال جنوب العاصمة تشهد هدوءا حذرا منذ منتصف ليلة أمس، بعد أن تمكنت قوات الحكومة من السيطرة على أحياء السواني والزهراء، والتقدم باتجاه العزيزية، فيما تراجعت قوات حفتر إلى منطقة الهيرة القريبة من غريان (90 كلم غرب طرابلس).

وإثر سقوط خمسة صواريخ غراد على أحياء الانتصار وأبوسليم، ليلة أمس، قام عدد من وزراء الحكومة، على رأسهم رئيسها فايز السراج، بزيارة الأحياء المستهدفة، حيث أكد السراج أن "الحكومة ستقدم ابتداء من الأربعاء الأدلة إلى محكمة الجنايات الدولية للقبض على حفتر كمجرم حرب".

وقال السراج، في كلمته التي أذاعها مكتبه الإعلامي، أن "القصف هو استهداف متعمد لقتل المدنيين وتدمير منازلهم، ويعد جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية، وانتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي الإنساني"، متعهدا بأن "الجريمة لن تمر دون عقاب".

وتأكد حتى الآن مقتل ستة مدنيين، من بينهم سيدتان وطفلة، و23 مصابا، جراء القصف، فيما حذرت مصادر طبية، في تصريح لـ"العربي الجديد"، ليل أمس، من إمكانية تزايد عدد الضحايا بسبب وجود حالات حرجة في غرف العناية المركزة بمستشفيات طرابلس.

وأكد المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ التابع لحكومة الوفاق، أسامة علي، لـ"العربي الجديد"، أن أربعة مستشفيات بالعاصمة استقبلت قتلى وجرحى القصف بعد أن رفعت حالة الطوارئ إلى أقصى حد، مؤكدا أن من بين القتلى سيدة وصلت جثتها على شكل أشلاء بعد سقوط منزلها عليها.

وذكر المتحدث أن "ذوي الحالات الحرجة وغيرهم من المصابين لا يزالون يتلقون العلاج، بينهم شخصان يتوقع أن تجرى لهما عمليات بتر بسبب الأضرار البالغة للقصف المباشر على مساكن المدنيين".

وعلى الرغم من بيان عاجل نفت فيه قوات حفتر مسؤوليتها عن القصف، واتهام أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات اللواء المتقاعد، قوات الحكومة، التي وصفها بـ"المليشيات الإرهابية"، بأنها "من قامت بالرماية العشوائية بصواريخ الغراد والراجمات على ضواحي المدينة"، إلا أن عشرات المواطنين نظموا، خلال ساعات الصباح الأولى لليوم الأربعاء، مظاهرة احتجاجية في ميدان الشهداء بالعاصمة، ورفع بعضهم صور جثث متفحمة كانت قد نشرتها منصات التواصل الاجتماعي لضحايا القصف، مطالبين المجتمع الدولي بـ"سرعة التدخل لحماية المدنيين"، وأظهرت هتافاتهم وصف حفتر بـ"مجرم الحرب".

وسبق أن اتهم قادة عملية "بركان الغضب" قوات حفتر باستهداف المدنيين بقصف مباشر إثر انكسار حملتها على طرابلس، إذ شهدت أحياء السواني ووادي الربيع تساقط قذائف عشوائية على منازل المدنيين، فيما استهدف قصف جوي مطلع الأسبوع الجاري مدرسة القدس بعين زارة، ومستشفى ميدانيا في وادي الربيع.​

المطالبة بإدانة مجلس الأمن لحفتر

وعلى صعيد متصل، استنكرت وزارة الخارجية بحكومة الوفاق "صمت مجلس الأمن الدولي" تجاه الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في طرابلس، فيما طالب المجلس الأعلى للدولة بـ"ضرورة رفع حظر السلاح عن حكومة الوفاق".

وقال وزير الخارجية محمد سيالة، في رسالة وجهها إلى رئيس مجلس الأمن كريستوف هيوسغن، صباح اليوم، حول القصف الصاروخي الذي تعرضت له العاصمة، إن "المجتمع الدولي يتابع الأحداث المؤسفة التي تشهدها العاصمة الليبية طرابلس، وهذا ما كنا قد حذرنا منه منذ بداية العدوان الغاشم على هذه المدينة"، مؤكدا أن العاصمة "شهدت ليل البارحة هجمات صاروخية مكثفة وبصورة عشوائية على عددا من أحيائها نتج عنها وقوع ضحايا من المدنيين".

وفيما أكد سيالة أن "استمرار هذا الوضع ينذر بوقوع المزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات، وتضرر البنى التحتية ونزوح وتشريد العديد من المواطنين في ظل ظروف صعبة وقاسية "، استنكر "الصمت المطبق من مجلس الأمن تجاه هذه الانتهاكات".

وطالب سيالة بضرورة "إصدار قرار عاجل يدين هذه الأعمال الإجرامية، وتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته الكاملة جراء ما يحدث"، مشددا على ضرورة إجبار المجتمع الدولي على إعادة "القوات الغاشمة" إلى مقراتها السابقة.

من جانبه، طالب رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، مجلس الأمن بـ"رفع حظر السلاح عن حكومة الوفاق الشرعية لفرض الأمن والاستقرار في كافة أرجاء ليبيا"، مستنكرا صمت المجتمع الدولي حيال ما يجري في العاصمة طرابلس.

ودان المشري، في بيان له صدر في الساعات الأولى لصباح اليوم الأربعاء، "القصف العشوائي" الذي تعرضت له أحياء في العاصمة طرابلس من قبل "قوات المجرم حفتر".

وطالب مجلس الأمن بـ"تحمل مسؤوليته لحماية المدنيين جراء الاعتداء الإرهابي الذي تقوم بها عصابات المجرم حفتر من قصف عشوائي لمدينة طرابلس".​

ذات صلة

الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
من أجواء المسيرة المنددة بالعدوان الإسرائيلي في مخيم شاتيلا ببيروت (العربي الجديد)

سياسة

شهد لبنان، اليوم الجمعة، فعاليات شعبية عدة تنديداً بجرائم الاحتلال الإسرائيلي والمجازر التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني وأهالي غزة.
الصورة

مجتمع

يوم السبت من كل أسبوع، يجتمع خليفة رمضان مع زملائه الخبراء والمهندسين المتخصصين في الزراعة والبستنة في مزرعته الخاصة، حيث تُنتَج شتول لأشجار مقاوِمة للجفاف، وهي خطوة يأملون منها حماية العاصمة وطوقها من آثار القطع الجائر للغابات..
الصورة
طلاب كانوا جزءاً من البرامج التعليمية (الجمعية اللبنانية لدعم البحث العلمي)

مجتمع

واجهت مدينة طرابلس الفقيرة الواقعة شمال لبنان، أزمات تعليمية تعود إلى ما قبل الأزمة الاقتصادية. من هنا، حرصت الجمعية اللبنانية لدعم البحث العلمي "ليزر" على سد بعض هذه الثغرات لتُخرّج مئات الطلاب