"الهيبسترز" في لندن... والفرق بينهم وبين "الهيبيز"

10 يناير 2015
قد يجد الكثيرون ذواتهم ضمن الهيبسترز (Getty)
+ الخط -
قد لا نميّز الهيبستر عن غيره من الأشخاص أحياناً، بيد أنّ المظهر الخارجي المختلف كلياً لدى بعضهم يثير نوعاً من السخرية أو الاستغراب والنفور في المحيط الذي يتواجدون فيه. ليس في الأمر من غرابة، لطالما ابتعد الإنسان عن المختلف وأدانه وأصدر بحقّه أحكاماً مسبقة في جميع الميادين الاجتماعية والسياسية والدينية، وفي جميع أصقاع الأرض من دون أن يحاول التعرّف إلى ذلك المختلف.

يخلط الكثيرون بين الهيبسترز والهيبيز، تلك الحركة الشبابية التي ظهرت في الولايات المتحدة الأميركية في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين خلال الحرب مع فيتنام. وانتشرت بسرعة في مختلف الدول الغربية حتى تأثّر بها البعض من الشباب العربي. تنادي الحركة بمناهضة القيم الرأسمالية وتدعو إلى عالم يسوده السلام والمساواة والحرية والحب. تميّز أتباعها بالشعر الطويل والملابس الفضفاضة القديمة واقترابهم من الطبيعة تعبيراً عن حبّهم لها.
أمّا الهيبسترز فهي ثقافة فرعية يقيّم أتباعها التفكير المستقل والسياسة التقدمية والفن والإبداع. وهناك اختلاف بسيط بين الحركتين.

حظي الهيبيز بشعبية واسعة في عام 1960 وخلقوا مجتمعات محلية خاصة بهم، كما رحّبوا بالثورة الجنسية وأيّدوها. تراجع نجم الهيبيز في عام 1990 ليحل محلّه الهيبسترز الذين ارتبطوا باللباس الغامق اللون وسراويل الجينز الضيّقة. يعتقد الهيبسترز أنّ الرجال مفتولي العضلات غير مرغوبين من قبل النساء ويميلون إلى المظهر الأقل خشونة أو الأنثوي.
يتواجد في مدينة لندن نحو عشرين نوعاً من الهيبسترز. وبإلقاء نظرة عليهم قد يتبين أنّ داخل كل منّا نوع من الهيبسترز، من دون أن نعي ذلك.

صنّف موقع "باز فيد" الأميركي تلك الشخصيات المقيمة في عاصمة الضباب كما يلي:
الأشخاص الذين يرتدون نظّارات طبية من دون حاجة إليها وسائقو الدراجات الهوائية غريبة الشّكل، وأولئك الذين يتشبّهون بشخصية "باتمان" في لباسهم، والذين يصرّون على اعتبار الرصيف مقعداً لهم والذين يتناولون الشراب في وعاء المربى عوضاً عن الكأس الخاص بالمشروب. في وقت يعجز الجميع عن اكتناه طبيعة تصرّفهم الذي يلفّه الغموض.

لم تنته اللائحة عند هذا الحد بل طالت، حتى شملت مرتدي السراويل الضيّقة المنقطة كالفهد وبدلات الرياضة بالألوان البرّاقة، وأولئك الذين زيّنوا أجسادهم بوشوم حيوانات في أماكن ظاهرة للعيان رغبة منهم بلفت الانتباه إليها.

وعند النوعية التالية، قد يجد الكثير ذواتهم ضمن الهيبسترز، في عالم لا يتوقّف عن تصوير كلّ شيء والتسابق لنشره على وسائل الإعلام، فقد تضمّنت أنواع تلك الحركة، أولئك الذين لا يتوقفّون عن تصوير كل ما يرونه حتى وجبة الطعام التي يتناولونها والأشخاص الذين يلتقطون صورة لهم.

بعض فنون الشوارع لم تفلت من اللائحة أيضاً، خصوصاً تلك الرسومات على الجدران التي وصفها الموقع بحثالة الفن.

واللافت اعتبار ارتداء النظارات الشمسية في الداخل من ضمن أتباع الهيبسترز، ممّا يشمل غالبية كبرى من العرب الذين لا يستغنون عنها أينما تواجدوا وإن دخلوا أنفاق الظلام.
وانتهى الموقع بمن يحملون الحيوانات استكمالاً لزينتهم وأصحاب اللحى الطويلة التي تنادي "أنا هيبستر" أو قد تعني تلك اللحى في هذا الزمن "أنا متطرّف".
دلالات
المساهمون