تحفل المكتبة التراثية العربية بالكتب المتخصّصة بالمزاح والنوادر والطرائف والأمثولات، إلى جانب الكتب التي تعتمد على الحكايا الشعبية، وحكايا التراث الأدبي العربي التي لا تخلو من السخرية والإضحاك.
وعند الوقوف أمام حجم هذا التراث الثقافي الهازل إن جاز التعبير، يصح أن نسأل عن علاقة الثقافة الإسلامية بشكل عام بمسألة الهزل والمزاج وتاريخ وحضور هذا الشكل من التعبير.
في هذا الصدد، يقيم "النادي الثقافي الطاهر الحداد" في العاصمة التونسية، عند الثالثة من عصر الخميس، 28 من الشهر الجاري، ندوة "الهزل والمقدّس في الثقافة الإسلاميّة من خلال الحكاية والنادرة والمثل" ويتواصل ليومين.
الندوة تقام بمناسبة احتفالية تونس عاصمة للثقافة الإسلاميّة عام 2019، وتُفتتح مع محاضرة لرشيد ايد ياسين بعنوان "الهزل والمقدّس في ثقافة مسلمي أفريقيا الغربيّة".
يشارك في جلسات اليوم الأول الباحث محمد بالطيّب بورقة "نوادر المتصوّفة"، والأكاديمي رضا مامي بـ "معابثة المقدّس في مجون أهل الأندلس"، والباحث علي الهوني بمداخلة حول "المثل الساخر وعلاقته بالمقدّس في الأمثال الليبيّة".
في اليوم الثاني تلقي الباحثة زهيّة جويرو ورقة حول "نوادر الأنكحة ودنيويّة المقدّس"، ومن جهتها تتناول الأكاديمية حياة عمامو "نوادر الإخباريين".
أما الباحث نور الدين قارة فيتطرّق في ورقته إلى "الجد والهزل في الثقافة الإسلامية : قراءة في المهمّش والمسكوت عنه"، فيما يقرأ الباحث خالد كرونة "المقدّس منهلاً للهزل في رسالة الغفران لأبي العلاء المعرّي".
بدوره يشارك الأكاديمي علي اليوسفي، بمداخلة تناقش "المقدّس والهزل في الثقافة الإسلاميّة : التمدّد والانحسار وآفاق التعايش".
وفي الجلسة المسائية من اليوم الثاني تقدم الباحثة فاطمة البكوش قراءة في "الهزل المقدّس ومشتقاته الدلالية من خلال لسان العرب"، وتلتفت الأكاديمية فردوس بوعين إلى "الحبّ لدى المتصوّفة أوّله هزل و آخره جدّ".
أما مشاركة الباحثة بثينة الجلاصي، فتدور حول "السخرية في الخطاب الأصولي"، ويتطرّق فتحي العطوي في مشاركته إلى "الضحك في النصّ القرآني"، فيما تقرأ الأكاديمية حياة اليعقوبي التي تختتم ورقتها اليوم الثاني من الجلسات؛ "التعبيرات الهزليّة عن المقدّس في وسائل التواصل الاجتماعي".