"المنع من التغطية" عقوبة يومية للصحافيين المصريين

04 ديسمبر 2015
(GETTY)
+ الخط -
أصبح منْع الصحافيين المصريين من تغطية أخبار المؤسسات أو الأحداث، معتادا بصورة يومية في مصر، من دون تدخلات رادعة من نقابة الصحافيين أو السلطات المعنية، للحفاظ على حق الصحافيين في الحصول على المعلومات، في ظل غياب للشفافية، وعدم إصدار قانون تداول المعلومات.

منذ أيام، أصدرت محكمة جنايات الإسماعيلية المنعقدة بأكاديمية الشرطة، شرق القاهرة، أمرا بمنع الصحافيين ووسائل الإعلام، من متابعة وقائع جلسة محاكمة محمد بديع المرشد العام للإخوان، و104 متهمين آخرين، بقضية "أحداث الإسماعيلية".

فيما تجاهل اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر، جنوب شرقي مصر، دعوة الصحافيين لتغطية فعاليات زيارة محمد شاكر وزير الكهرباء، الأحد الماضي، والتي كان يرافقه فيها السفير الألماني، ورئيس المفوضية الأوروبية، وقام خلالها الوزير بافتتاح محطة الرياح بمنطقة جبل الزيت بالبحر الأحمر.

كما منعت قوات الأمن، السبت الماضي، الصحافيين ووسائل الإعلام من دخول عزاء القضاة، الذين قتلوا بحادث تفجير مقر إقامة القضاة المشرفين على الانتخابات البرلمانية بالعريش، يوم الثلاثاء الماضي، وذلك بمسجد المشير طنطاوي بالقاهرة.

ويبقى انتهاك حق الصحافيين في الوصول للمعلومات جريمة، وعقوبة للصحافي نفسه، في ذات الوقت، حيث يواجه الصحافي بعقوبات مالية وإدارية من مؤسسته التي يعمل بها، لعدم قدرته على إنجاز العمل الذي يكلف به، بجانب الإيذاء النفسي الذي يتعرض له.

فيما شهد الشهر الماضي انتهاكات متنوعة بحق صحافيين وعاملين بالمجال الإعلامي، بلغت نحو 97 انتهاكًا مختلفًا بحق الصحافيين أثناء تأدية عملهم، تنوعت الانتهاكات ما بين المنع من تغطية الأحداث في عدة أماكن مختلفة والتي وثقها "مرصد صحافيون ضد التعذيب" بنحو 67 حالة. بالإضافة إلى تسجيل 10 حالات تعدٍّ بالضرب على الصحافيين و4 أخرى بالتهديد بالقول والسباب، ونحو 6 حالات وقف عن العمل أو احتجاز للتحقيق، وكذلك إتلاف للمعدات الصحافية بنحو 3 حالات، وأخرى لإتلاف ممتلكات خاصة لأحد الصحافيين، و3 حالات أخرى لوقائع تقديم بلاغات ومحاضر ضد الصحافيين، فيما اعتقل صحافيان اثنان ووجهت لهما اتهامات مختلفة، بينما اختطف صحافي ثالث.

اقرأ أيضاً: إسماعيل الإسكندراني: التهمة.. إلقاء محاضرة

المرصد ذاته وثق ما إجماليه 499 انتهاكًا ضد الصحافيين منذ مطلع العام 2015 وحتى أكتوبر الماضي، فبالترتيب التنازلي للأشهر بدايةً من سبتمبر الذي شهد 51 انتهاكًا بينها حالات تعدٍّ بالضرب والسب، صعودًا إلى الشهر الذي سبقه أي أغسطس حيث وثق 64 انتهاكًا، منها حالات اعتقال وإصدار أحكام واختطاف صحافيين وكذلك منع من السفر واقتحام مقار صحافية، إلى شهر يوليو حيث شهد 53 انتهاكًا ويونيو الذي شهد 39 انتهاكًا، وشهر مايو بـ 51 انتهاكًا، و48 انتهاكًا آخر سجلت خلال شهر إبريل.

فيما شهدت الشهور الثلاثة الأولى من العام 2015 نحو 126 انتهاكًا، هذا بإضافة 674 في العام 2014، مع تأكيد المرصد مرارًا على أن توثيقاته لا تعد الحصر الكامل لكل الانتهاكات ضد الصحافيين بل ما تمكن فقط من رصده، إذ يصعب العمل الحقوقي داخل مصر في العامين الماضيين بسبب الملاحقات الأمنية التي يتعرض لها العاملون في تلك المجالات.

وكان آخر ضحايا اعتقالات الصحافيين في مصر، الصحافي والباحث إسماعيل الإسكندراني.


إقرأ أيضاً: إسلاموفوبيا في الدنمارك: الاعتداء على صحافي ملتحٍ... "يُشبه المسلمين"!
المساهمون