"المغاربي للتراث الشفوي": برنامج صغير لأهداف كبيرة

26 ابريل 2018
(مسجد سيدي عقبة في القيروان، تصوير: غيسيب ماسكي)
+ الخط -
عدة عصافير، يسعى "الملتقى المغاربي لـ التراث الشفوي" إلى اصطيادها بحجر الدورة السادسة، هكذا نفهم من الأهداف العامة التي أعلن عنها الملتقى خلال مؤتمر صحافي عقد مؤخراً حول مضامينه المختلفة هذا العام، والتي تقام بمشاركات من المغرب والجزائر.

الملتقى ينطلق غداً ليتواصل حتى الثاني من أيار/ المقبل، وقد أكد مولدي العنيزي مدير "المركب الثقافي أسد بن الفرات"، الجهة المنظمة، أن التظاهرة تسعى إلى "دعم وحدة النسيج المجتمعي التونسي من خلال مبحث التراث الوطني العام ودفع السياحة المغاربية والعلاقات البينية"، والعمل على "جعل الفضاء العام فضاءً ثقافياً وتشريك المواطن العادي في المنتوج الفني، و"تأطير واستقطاب الشباب لكل ما هو فني وثقافي وقطع الطريق على كل أشكال التطرف والتزمت والارهاب".

يضاف إلى قائمة الأهداف هذه المزيد من التطلعات التي تحتاج إلى خطة مغاربية بعيدة المدى، مثل "إحياء مختلف العادات والتقاليد الشعبية المهددة بالاندثار والنسيان وتدوين التراث الشفوي المحلي والوطني" و"العمل على تأسيس مكتبه سمعية أو مدونة التراث اللامادي" و"دعم مبحث حقوق الملكية الفكرية والأدبية".

الأفكار كبيرة إذا وكذلك الأهداف، أما البرنامج فلا يوحي بأنه قادر على تنفيذ جزئيات صغيرة منها، إذ يتضمن عروضاً فرجوية شعبية وموسيقية تراثية، ومسابقة موجهة للإعلاميين والصحافيين والمدونين حول الوسائط الرقمية ودورها في تثمين التراث اللامادي، إلى جانب بعض الندوات في هذا الخصوص، حيث أن الملتقى برمته يعقد تحت شعار "التراث والمتغيرات القيمية الحديث".

برنامج الملتقى يفتتح عصر الغد، بعرض ملحمي بعنوان "نواجع" مستمد من تراث منطقة الحوض المنجمي، وفي المساء ينطلق عرض صوفي من التراث القيرواني بعنوان "الثريّا"، يليه عرض موسيقي تقليدي بعنوان "اسمعان".

صباح السبت تفتتح جلسات ندوة "التراث والمتغيرات القيمية الحديثة.. الملكية الفكرية والأدبية أنموذجاً" في بيت الشعر القيرواني، بمشاركة رمزي القرواشي ومحمد السالمي من المؤسسة التونسية لحقوق التأليف والحقوق المجاورة، إلى جانب مشاركة الباحثة الجزائرية صليحة سنوسي والأكاديمي محمد علي كمون ورشيدة الفطناسي من تونس.

وفي "مركز الفنون الدرامية والركحية" يجري عرض الفيلم الوثائقي "حديث القرى الأمازيغية" للمخرج عبد الحق طرشوني، يليه عرض أدائي بعنوان "تراثولوجي" للفنان عماد عمارة. كما يقام عرض مفتوح في فن الحكاية الذي يقدمه الفنان بوراوي الوحيشي، وآخر بعنوان "جولة مغاربية" للمسرحي أنيس اللجمي.

من البرنامج أيضاً عرض موسيقي بعنوان "الليل في الفن والذاكرة" لجمعية تزمورت، إلى جانب عرض "زيقلاس" من إنتاج "المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية" في القيروان، وعرض "الحجّاي" للفنان عماد الوسلاتي.

كما تتضمن الفعاليات ورشة خارجية في التصوير السينمائي والفوتوغرافي لنادي السينما بإشراف طارق الشرطاني. وقد خصص المنظمون يوم الإثنين لإقامة بعض العروض في السجن المدني في القيروان، من بينها فنون شعبية وقراءات شعرية.

يركز الملتقى على العروض الفرجوية، التونسية منها بشكل خاص، مع أنه يحمل صفة مغاربية، وربما يعود ذلك إلى الميزانية المتواضعه التي يعمل من خلالها، 40 ألف دينار تونسي فقط، (16 ألف دولار تقريباً)، رغم أن موضوع التراث اللامادي أصبح في السنوات الأخيرة أحد المواضيع التي تتصدر اهتمامات مؤسسات الثقافة العالمية ومشاريع تمويلها، في ظل الحديث عن الحفاظ على الهوية الثقافية التراثية والتاريخية في مواجهة الهوية الملتبسة والعنفية والمتشددة.

المساهمون