تغذّي الحركة المسرحية في تونس روافدٌ عديدة من بينها مسرح الهواة ومسرح فرق الشارع ومسرح العمّال، وأيضاً المسرح الجامعي. هذا الإطار الأخير قد يكون الرافد الأبرز نظراً إلى الحيوية التي يتميّز بها، وأن جزءاً من ممارسيه يطمحون إلى احترف الفن الرابع كمخرجين أو ممثلين أو تقنيين.
تظل التظاهرة الأبرز للمسرح الجامعي في تونس هي "المهرجان الدولي للمسرح الجامعي" الذي تنطلق اليوم دورته السابعة عشرة ويتواصل حتى 26 آب/ أغسطس الجاري في مدينة المنستير على الساحل الشرقي من تونس.
ينفتح المهرجان، مثل تظاهرات تونسية عديدة في السنوات الأخيرة، على العروض في الفضاء العام حيث أن عرض الافتتاح يقام مساء اليوم بين شوارع المنستير ومعالمها، فيما سيكون العرض الافتتاحي في العاشرة ليلاً، بعنوان "المهزلة الكبرى" لـ لطيفة العبيدي أيوب.
في بقية الأيام، تقدّم المسرحيات بواقع عرضين في اليوم، من بينها "العرس الوحشي" من الأردن، و"اسرق أقل رجاء" من فلسطين، و"منظر طبيعي" من الجزائر، و"طريق غدو" من تونس، و"مونولوغ الوداع" من مصر، و"مرثية ضاحي بن سيف" من عمان، و"قد يكون" من فرنسا.
من أبرز الأنشطة الموازية للعروض المسرحية معرض حول فن القناع ومجموعة من الورشات حول إدارة الممثل ومسرح الصورة والمسرح التشاركي.
وفي ما عدا ندوة بعنوان "المسرح الجامعي وثقافة السلام"، فإن الجانب النقاشي سوف يقتصر على العروض، في حين أن طبيعة المسرح الجامعي تفرض أن تكون اللقاءات بين المسرحيين المشاركين حجر الأساس، وبالخصوص التفكير في مستقبل الأطراف المشاركين فيه، حيث أنه على عكس بقية الفضاءات المسرحية لا يمكنه الحفاظ على صانعيه طويلاً.