"المدن الألفية": تذكارات من تدمر والموصل

21 ديسمبر 2018
(تصور افتراضي لإعادة بناء "معبد بعل شمين" في تدمر)
+ الخط -

يقيم "معهد العالم العربي" في باريس معرضاً افتراضياً بعنوان "المدن الألفية"، يتواصل حتى الثالث من كانون الثاني/ يناير المقبل، ويضمّ صوراً ثلاثية الأبعاد لمدينتَي تدمر السورية والموصل العراقية، إلى جانب صور من حلب القديمة ولبدة الكبرى في ليبيا.

يشمل المعرض أعمالاً كبيرة الحجم، تُسبّب للمتلقي صدمة هائلة، تجعل الزائر يُدرك حجم الضرر الحالي الذي لحق بهذه الأماكن، و"لهذا، اخترنا هذه المواقع لأنها كانت تحتوي على آثار جميلة للغاية"، بحسب قيّمة المعرض أوريلي كليمنتي.

يمثّل المعرض محاولة لتوثيق مدن آلت إلى الاختفاء، بسبب ما تعرّضت إليه من تمدير وتنكيل بآثارها وأحيائها وتاريخها، بموازة حاضرها.

السؤال الأساسي اليوم هو كيف ستكون عملية إعادة إعمار هذه المدن المهمة تاريخياً، هل يجب إعادة إعمارها كما كانت تماماً، وهل ذلك ممكن فعلاً؟ أم أن إعادة الإعمار ستغيّر هويتها؟ وهل ستدخل عليها تجديدات وتطويرات في بنائها ونمطها أم أنها ستحافظ على شكلها وتراثها.

الصور ثلاثية الأبعاد التي يتضمّنها المعرض تتيح الحفاظ على ذاكرة المدينة وتُصوّر كيف كانت، وماذا لحق بها في الحروب التي أنهكتها في الأعوام الأخيرة، ويمكن كذلك تخيّل إعادة إعمارها.

من بين الأعمال المعروضة صور رقمية لـ"جامع النوري" الذي بُني في القرن السادس الهجري، وكان يشكّل قلب الموصل، ولم يبق منه اليوم سوى قبته، أما المئذنة فمغطاة بالأنقاط والخرائب، وقد قام تنظيم "داعش" بتدميره تماماً.

هذه الصور المرقمنة تأتي ضمن مشروع "اليونسكو" للحفاظ على ذاكرة المدينة، وتساعد في بناء تصوّر كامل قد يفيد في إعادة بناء المسجد ليكون صورةً طبق الأصل.

كذلك، توجد صور لـ"معبد بعل شمين" في تدمر، والذي يسعى القائمون على المعرض إلى أن يُعاد بناؤه كما كان تماماً، مع الاستعانة بوثائق وأرشيف الآثاريين التي حفظت تفاصيل المعبد الدقيقة.

يُصدر المعرض، أيضاً، كتالوغاً من 120 صفحة بالفرنسية عن "دار هازان"، ويضم مقالات لباحثين وكتّاب وعلماء آثار عرب وفرنسيّين.

المساهمون