"الكوماندوس" الإسرائيلي يستعد لعمليات "صاخبة" في العالم العربي

03 ابريل 2016
يعمل اللواء على ترك أكبر قدر من الضرر(عبير سلطان/Getty)
+ الخط -
لم يكد يمضي شهران على إعلان (إسرائيل) عن تشكيل لواء "الكوماندوس"، المتخصص في تنفيذ عمليات خلف الحدود، حتى بدأت تل أبيب في إعطاء مؤشرات بأنّ هذا اللواء شرع في استعدادات لتنفيذ عمليات في أعماق العالم العربي. ولمّح قائد إحدى الوحدات العاملة ضمن اللواء إلى أنّ عمليات "ذات تأثير استراتيجي" يعكف "الكوماندوس" على الاستعداد لتنفيذها.

وتنقل صحيفة "معاريف" عن الرائد "ع"، الذي يقود وحدة "ريمون"، (إحدى الوحدات العاملة ضمن الكوماندوس)، في عددها الصادر الخميس الماضي، قوله: "يستعد اللواء لتنفيذ عمليات في مناطق بعيدة. إنّه نوع من العمليات التي يتوجب إبقاؤها طيّ الكتمان". وبحسب هذا الرائد، فإن العمليات التي ستنفذها وحدات لواء "الكوماندوس"، "لا تتسم فقط بكونها في أعماق ما بعد الحدود، بل ستكون أكثر سحقاً". وفي لهجة لا تخلو من التباهي، يضيف الرائد ذاته، أنّه "إذا كانت كل وحدة من وحدات اللواء التي كانت تعمل بشكل منفرد قادرة على توجيه ضربة للعدو في بطنه، فإنّ توحّدها في هذا اللواء سيجعلها قادرة على تسديد ضربات شديدة للعدو في عنقه".

ويشدّد الرائد "ع" على أنّ وحدات اللواء ستحرص على "ترك أكبر قدر من الضرر ليس فقط للأهداف التي سيتم ضربها، بل لمحيطها بحيث يكون صدى العمليات كبيراً ومدوياً". ويقارن الرائد، بحسب ما نقلت عنه "معاريف"، بين العمليات التي سينفذها اللواء الجديد وبين تلك التي تنفذها حالياً وحدات تعمل في عمق العالم العربي مثل وحدة "سييرت متكال". وهي وحدة النخبة التي تعمل تحت إمرة قائد شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، هرتسي هليفي، والوحدة 13، التي تعد الوحدة الخاصة لسلاح البحرية. ويشير قائد وحدة "ريمون" إلى أنّه "في الوقت الذي تحرص فيه وحدة سييرت متكال، والوحدة 13، على العمل في أعماق ما بعد الحدود بصمت ومن دون ترك آثار تدلّ على مسؤولية إسرائيل، فإنّ اللواء الجديد سيعمل بشكل صاخب ولن يكون من الممكن إخفاء مسؤولية تل أبيب عن عملياته".

وبحسب الرائد، فإنّ تنفيذ عمليات في أعماق ما بعد الحدود يتطلب "جنوداً من ذوي مؤهلات خاصة، وقدرات تكتيكية، وضباط وجنود الوحدات في الكوماندوس لم يتعوّدوا في السابق على هذا النسق من العمليات". ويوضح أنّ تشكيل لواء "الكوماندوس" حوّل الوحدات الأربع المشاركة فيه من أصابع متفرقة إلى قبضة يد شديدة البأس". ويزعم الرائد أنّ الكثير من آليات ووسائل العمل التي تتدرب وحدات اللواء على القيام بها سبق أن اتبعتها الجيوش التي شاركت في الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي درس بعمق دور الوحدات البريطانية الخاصة التي شاركت في حرب فوكلاند التي اندلعت بين بريطانيا والأرجنتين مطلع ثمانينيات القرن الماضي.

ويضم اللواء الجديد إلى جانب وحدة "ريمون" التي تشكلت عام 2003، وتعد الوحدة الخاصة لقيادة المنطقة الجنوبية، ومتخصصة في القتال الصحراوي؛ وحدة المستعربين "دوفدوفان"، التي تشكلت عام 1986. وتعد الوحدة الخاصة لقيادة المنطقة الوسطى التي ينفذ عناصرها العمليات متّخفين في أزياء عربية. بالإضافة إلى وحدة "إيغوز" التي تعد الوحدة الخاصة في قيادة المنطقة الشمالية التي تشكلت عام 1995، بهدف تنفيذ عمليات ضد حزب الله في جنوب لبنان، ووحدة "ماجلان" التي تشكلت عام 1985، وتخصصت في تنفيذ عمليات التدمير. وقد أصدر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، قراره بتشكيل لواء "الكوماندوس" قبل ستة أشهر لمواجهة تبعات التحولات التي تتواصل في العالم العربي.

على صعيد متصل، يقول معلّق الشؤون العسكرية ألون بن دافيد إنّ "تشكيل لواء الكوماندوس جاء من أجل التصدي لأعداء إسرائيل في الأماكن التي لا يمكن للجيش الإسرائيلي العمل فيها بقوات كبيرة". ويضيف بن دافيد في مقال نشرته "معاريف"، أخيراً، إنّ حرب غزة الأخيرة دلّت على الحاجة لاستئناف عمل الوحدات الخاصة على نطاق واسع، على اعتبار أن الجيش لم يتمكن من تفعيل هذه الوحدات في تلك الحرب.

وتقر إسرائيل بشكل مباشر بتنفيذ الكثير من العمليات في أعماق العالم العربي وفي مناطق أخرى. فقد منح آيزنكوت، مطلع الأسبوع الماضي، وسام البطولة لوحدة "سييرت متكال" بسبب قيامها بعمليات "خطرة خلف الحدود، اتسمت بالمخاطرة"، وفقاً له. "سييرت متكال" متخصصة في التسلل إلى ما بعد الحدود وجمع معلومات استخبارية عن أهداف ترى إسرائيل أنها تشكل تهديداً لها حالياً، أو أنها يمكن أن تتحول إلى مصدر تهديد في المستقبل، فضلاً عن تنفيذها عمليات اغتيال.

المساهمون