ومن بين هذه المشاريع، مشروع القرض الحسن المقدم من طرف منظمة "أيادي للإغاثة والتنمية"، هو مشروع يعتمد على تقديم قرض مالي صغير "بقيمة 1000 دولار أميركي" للشخص ليتمكن من تأسيس عمل أو ورشة صغيرة خاصة به، تؤمن له دخلا، بحسب ما يوضح المسؤول الإعلامي في منظمة "أيادي"، عمار حموش.
ويوضح المتحدث، أنه يتم استرجاع القرض دون أية أرباح ومن خلال أقساط شهرية يتفق عليها مع الإدارة ومقدم الطلب، حيث يسترجع كامل القرض المقدم، ويتم التقديم لهذا المشروع من خلال استمارة يملؤها صاحب القرض، ومن ثم ترفع للإدارة للدراسة وقد يقبل أو يرفض فكلا الأمرين وارد.
ويضيف: "نفذنا حاليا عشرة مشاريع من هذا النوع، وهناك الكثير من الطلبات، ومدة الاسترداد تكون سنة وتكون حسب الاتفاق وتمنح للمهجرين بالدرجة الأولى، ومن ثم لأي شخص يكون مشروعه ناجحا بالدرجة الثانية".
ويبين أن من بين المناطق التي تم تنفيذ أفكار ومشاريع فيها، مدن الباب وأعزاز وعفرين وإدلب ومعرة النعمان وخان شيخون، وهي مشاريع تحدّ من استغلال التجار لليد العاملة، وهناك فكرة لمشاريع صغيرة تكون فائدتها لحوالي 50 فردا، إلى جانب أفكار عدة لقروض خدمية لا تزال حتى الآن قيد الدراسة، والقرض الحسن ليس بالضرورة أن يكون محصورا بالمهن بل يتوسع ليشمل مناحي الحياة.
من ناحيته يقول عمار حمود (37 عاما)، وهو أحد المستفيدين من مشروع وفكرة (القرض الحسن)، إنّ الفكرة ساهمت في تغيير حياته، حيث حاول منذ وصوله للشمال السوري تأسيس مشروع له كي يعيش منه ولو بمردود بسيط، لكن لم يجد أحدا يمتلك مبلغا ماليا يستدينه منه ليؤسس لعمل خاص بالنسبة له.
ويردف حمود لـ"العربي الجديد": "سمعت فكرة القرض الحسن من أصدقاء لي، وأكدوا أنه بلا فوائد ويمكن حتى الاتفاق على مدة زمنية محددة بين الجهة المانحة والشخص المستدين، وجدت أنها قد تكون مناسبة لي كي أبدأ مشروعي بافتتاح مكتبة صغيرة تحتوي على القرطاسية ولوازم مدرسية للطلاب، وبالفعل تقدمت بالطلب لمنظمة "أيادي" الذين دعوني لمقابلة وشرحت لهم فكرتي، وأني أريد تأمين دخل لأسرتي، ومستقبلا يمكن أن يتوسع مشروعي وأشتري معدات طباعة وقد أعمل على مشروع للدعاية والإعلان، وتمت الموافقة على الطلب.
ويوضح سالم أبو الهدى (41 عاما) لـ"العربي الجديد" أنّ "مشروع القرض الحسن سيوفر فرص عمل كثيرة للشبان خاصة الراغبين بالذهاب إلى تركيا فرارا من البطالة ولتأمين دخل لعوائلهم، فبقاؤهم هنا أفضل لهم من الذهاب في تركيا والعمل لساعات طويلة جدا تصل حتى 12 ساعة، وعليهم أن يدفعوا مبلغا يتجاوز نصف مردودهم الشهري بين إيجار منزل ونفقات طعام ومواصلات".
ويضيف "دخلت مدة إلى تركيا ثم عدت كون العمل شاقا والمصاريف كثيرة، وبرأيي الشخصي أي مشروع صغير هنا في الشمال بمردود يسير أفضل من العمل في تركيا لأصحاب المهن".
ويشير إلى أن القرض الحسن قد يشجع العديد من المنظمات على التوجه للمشاريع التنموية، والابتعاد عن قضية السلة الإغاثية والهبات المادية التي لا تعود بمردود جيد لا على الفرد ولا على المجتمع.