"القراءة في الإسلام": سوق النشر المملوكي

27 يناير 2018
(مسجد ومدرسة السلطان حسن من العصر المملوكي، القاهرة)
+ الخط -
ينظّم "المعهد الفرنسي للأركيولوجيا الشرقية" محاضرة تحت عنوان "الكتب، المكتبات، اقتناء الكتب، والقراءة في الإسلام" عند السادسة من مساء الحادي والثلاثين من الشهر الجاري يلقيها الباحث البلجيكي فردريك بودن.

يعود الباحث والأكاديمي المتخصّص في التاريخ الإسلامي إلى العصر المملوكي في القاهرة مستشكفاً سوق الكتب والمكتبات واقتناء الكتب الذي كان أكثر من مجرّد هواية، وبشكل خاص يتفحّص القراءة في الإسلام.

يرى الباحث أنه وخلال الحقبة المملوكية كانت القاهرة سوقاً كبيراً وحيوياً للكتب، حيث أقيمت فيها الكثير من المكتبات الخاصة والعامة، والباحثين، وكان الأمراء المماليك يهوون جمع الكتب النادرة، لذلك لعبوا دوراً كبيراً في الحفاظ على المخطوطات القديمة وتشجيع نسخ هذه المخطوطات إلى جانب إنتاج كتب جديدة.

مصير هذه المخطوطات والكتب أنها توزّعت في الحقبة العثمانية وفي الاستعمار، فنجد منها في المتاحف التركية اليوم وفي متاحف أوروبا ومكتباتها وحتى في مكتبات جامعاتها.

يعتبر بودن، الأستاذ في "جامعة لييج" البلجيكية، أن ثمة ظاهرة لا بد من التوقّف عندها وهي ما سيتناوله في محاضرته المقبلة؛ ففي حين شهدت العقود الأخيرة نشر دراسات كثيرة حول تاريخ المكتبات والظواهر القرائية المختلفة في العصور الوسطى من الحضارة الإسلامية، إلا أنها تجاهلت المعلومات التي تقدّمها الكتب نفسها عن سوق الكتب وأشكال الملكية الفكرية والأدبية وملاحظات القراءة والأختام على تلك الكتب والمخطوطات.

كلّ هذه التفاصيل، في رأي بودن، تعطي تصوّراً كبيراً عن سوق النشر والكتب في تلك الأزمان، ومن الضروري فهمها ووضعها في سياقها لأنها جزء من تاريخ الكتاب والتأليف عموماً.

يرى المحاضِر أن ثمة حقل ضخم للدراسة تفتحه هذه المعلومات، وليست المحاضرة التي يلقيها إلا جزءاً من مشروع ضخم يسعى إلى بناء قاعدة بيانات تاريخية أطلقه بودن عام 2015، بهدف تجميع كل ما يتعلّق بتاريخ الكتاب الإسلامي ولا سيما حياة المخطوطات الإسلامية قبل أن تصبح حبيسة المتاحف الأجنبية.

المساهمون