مبدعات من حقول الموسيقى والفنون الأدائية والسينما والفنون البصرية يجتمعن في تظاهرة "أوان: الفنّانات العربيات الآن"، التي تنطلق اليوم الخميس في فضاء "ريتش ميكس" في لندن وتتواصل حتى 29 من الشهر الجاري، حيث سيكون الافتتاح بمعرض الفنّانة السودانية ريان النايل "أفرابيا"، وحفلٍ موسيقي لعازفة العود الجزائرية الفرنسية جميلة لبديري، إلى جانب أمسية بعنوان "أصوات عربية جديدة" تشارك فيها الموسيقية الفلسطينية "بنت مبارح"، والدي جي "أمين".
معظم المشاركات فنّانات من الجيل الشاب، تتطرّق أعمالهن إلى التاريخ الثقافي والسياسي، وصولاً إلى الأعمال التي تناقش الهوية على مستويات مختلفة. وفي حين يقول القائمون إنّهم يسعون، مِن بين أهداف أخرى، إلى كسر الصورة النمطية عن المرأة العربية، فإنَّ أسئلة تطرح نفسها من قبيل: من هو جمهور هذه التظاهرة؟ وكيف يجري تناولها في الأوساط الصحافية والثقافية البريطانية؟ وهل فعلاً تُقدّم الأعمالُ كلُّها صورة مخالفة للتصوُّر النمطي الذي يتشبّث به المخيال الغربي عن المرأة العربية؟
ليس من المتاح أن تجتمع هؤلاء الفنانات وسواهن في مدينة عربية على هذا النحو، وإن كانت الأسباب مختلفة بين اقتصاديةٍ واجتماعية، لكن معظمها يتعلّق بالرقابة والتابوهات التي يحاولن مقاربتها في أعمالهن.
من أبرز العروض المشاركة: "تفكيك كولونيالية ساحة الرقص" للفنانة "حبيبتك"، والتي تُقدّم عرضاً تتداخل فيه أشكال الرقص من شمال أفريقيا، وسؤالها الأساسي هو هوية الجسد وصورته عند الآخر. كما تشارك الفنّانة الأدائية الفلسطينية أريج قاعود بعرض "يا بلح زغلول"، وفيه تعود إلى أغنية معروفة قدّمتها نعيمة المصرية في العشرينيات ولحّنها سيد درويش كمفتاح للحديث عن ذاكرة الثقافة الشعبية العربية المشترَكة. وفي السياق نفسه، تقدّم "نور" عرضها المسرحي الكوميدي "سوء فهم فلسطين".
تستضيف "أوان"، أيضاً، الكاتبة الفلسطينية البريطانية سلمى الدباغ، التي نشرت روايتها الأولى "الخروج منه" عام 2011، وقصصاً قصيرة ومسرحيات. كذلك تحضر الكاتبة اليمنية أمينة عتيق، وتتناول في عرضها الصراع بين الهويات، من خلال العودة إلى مسقط رأسها في اليمن وحياتها في مدينة ليفربول.
وتُقدّم الفنّانة الفلسطينية رهام إسحاق عملاً متعدّد الوسائط بعنوان "ليه خلّتني أحبك"، وفيه تتناول فكرة الحب كما يتوقّعها ويريدها الجميع؛ حيث تبحث عن إجابات لأسئلتها عن الحب في أعمال الفلاسفة والمغنّين والأفلام المصرية القديمة، في محاولة لتبديد الأوهام حوله.
إلى جانب العروض المسرحية والموسيقية واللقاءات الأدبية، تضمّ التظاهرة ورش عمل بعنوان "تخيًّل البيانات"، و"الكتابة عن الفن"، و"أماكن وفنّانين"، تسعى من خلالها إلى تقديم تصوُّر عن المؤسّسات والجهات الأبرز في المشهد الفنّي في لندن.