"الفحيص للثقافة والفنون": هل يتمأسس المهرجان؟

14 اغسطس 2019
(حفل "فرقة الفحيص للموسيقى العربي" في دورة سابقة)
+ الخط -
في عام 1990، وبمبادرة وجهود فردية من أهالي مدينة الفحيص (13 كلم غربي عمّان) تأسّس مهرجان ثقافي حمل اسم مدينتهم التي انخرط أبناؤها في العمل السياسي منذ خمسينيات القرن الماضي، إلى جانب بروز العديد منهم في مجال التجارة والأعمال.

نظّم "نادي شباب الفحيص" التظاهرة التي انطلقت دورتها الثامنة والعشرين أول أمس الأحد وتتواصل حتى الجمعة المقبل، وظلّ تمويلها يعتمد على تبرّعات شركات خاصة مع وجود دعم سنوي محدود من قبل وزارة الثقافة، ما اعتبر نموذجاً استثنائياً ضمن مشهد ثقافي محكوم برعاية المؤسسة الرسمية.

رفع "مهرجان الفحيص للثقافة والفنون" شعار "الأردن تاريخ وحضارة" منذ إنشائه وحتى اليوم، في إطار تبنيه لهوية وطنية عبر تخصيص جزء من برنامجه للإضاءة على أعلام كان لها مساهماتها في التاريخ الأردني المعاصر من خلال اختيار أحدهم شخصية المهرجان.

اختار المنظّمون كايد مفلح العبيدات (1868 – 1920) شخصية هذا العام، والذي كان أحد رجالات الحركة الوطنية التي وقفت ضد سياسيات التتريك التي قام بها حزب الاتحاد والترقي في الدولة العثمانية عام 1908، كما شارك في مقاومة الاحتلال البريطاني في فلسطين وكان أول شهيد أردني على ترابها، حيث تعقد ندوة للإضاءة على سيرته يشارك فيها كلّ من خالد حماد عياد وصائب عبيدات.

رغم الدعوات المتواصلة لمأسسة المهرجان والعمل ضمن لجان وهيئات متتفرغة ومتخصّصة، إلا أنه بعد ثلاثة عقود لا يزال تنظيمه يستند إلى تطوّع الأهالي بشكل أساسي كما أن رئيس النادي؛ الجهة المنظّمة، يتسلّم تلقائياً إدارة التظاهرة، ما يعني أن تصوّرات هيئته الإدارية تحكم وّجهات كلّ دورة واختيار المشاركين فيها.

يشكّل "ركن المدينة" فعالية منتظمة سنوياً، حيث تمّ اختيار مدينة الإسكندرية هذا العام التي تتمحور حول تاريخها ندوة فكرية يتحدّث خلالها محمود عزت وهدير أشرف حسنين من مصر، إلى جانب ندوة "واقع وآمال الأمة العربية"، والتي يشارك فيها الباحثان القطري محمد المسفر والأردني مهند مبيضين.

"واقع الدراما العربية" عنوان ندوة أخرى تتضمّن مشاركات سامح السريطي ورياض الخولي من مصر وقمر الصفدي من الأردن، ويتمّ أيضاً تكريم كلّ من الأكاديمي والكاتب خالد الكركي والباحث أسعد عبد الرحمن والمخرج صلاح أبو هنود والمعلمة والتربوية اوجني حداد.

المساهمون