"الغبقة".. وجبة خليجية تتوسّط الافطار والسحور

15 يوليو 2014
الأرز المكوّن الرئيسي في الغبقة(العربي الجديد)
+ الخط -

الغبقة الرمضانية تقليد اجتماعي في الخليج، تعارف أهله على إحيائه منذ مطلع القرن العشرين، وهي الوجبات التي تقع بين وجبتي الإفطار والسحور.

 ويحرص القطريون، كباقي الخليجيين، على إقامة الغبقات الرمضانية في ليالي شهر رمضان، وخصوصاً في العشر الأواخر من الشهر، فيدعون الأهل والأصدقاء إلى بيوتهم، في فرصة متميّزة لتعزيز صلة الرحم والترابط الاجتماعي بينهم. وهم يطلقون على شهر رمضان المبارك "شهر الغبقات"، والقصد من الغبقة التجمّع، فالشباب لهم تجمّعهم، والرجال لهم تجمّعهم، كذلك النساء لهنّ تجمّعهنّ. وتتميّز الغبقة بأنّها حكر على المعارف والمقرّبين، يتوالون على إقامتها في بيوتهم، الواحد تلو الآخر، تجمعهم الإلفة والمحبّة على مائدة واحدة يستعيدون خلالها الذكريات.

وتقام الغبقة غالباً في حدود الساعة 11 ليلاً، وبعضهم يقيمها بعد صلاة التراويح مباشرة، بحيث يسهل على المدعوين تلبية الدعوة، ويلتزم الخليجيون عند إحياء الغبقة بارتداء اللباس التقليدي والتطيّب بالعطور الشرقية والعربية من عود وعنبر، كذلك يطيّبون المنازل بالبخور.

كذلك تتميّز الغبقة الرمضانية أيضاً بكسر تقليد المائدة الرمضانية، فتقدّم خلالها أطباق "العيش"، أي الأرز، لأنّ هذا الطبق يندر في رمضان ويحلّ مكانه "الثريد".

وكانت الغبقة في الماضي تحتوي على طبق "البرنيوش"، وهو عيش مطبوخ بالسكّر أو بالدبس الذي هو خلاصة التمر أو عسل التمر، بالإضافة إلى السمك المشويّ أو المقليّ أو المطبوخ، وهناك من يستحبّ "المكبوس"، و"المشخول"، وكلّها أكلات شعبية لا تقدّم على وجبة الفطور. كذلك تقدّم الحلويات مثل الساقوا واللقيمات والنشاء والعصيدة والبلاليط، بالإضافة إلى التمر والشاي والقهوة.

وقد انتقلت الغبقات إلى الفنادق والخيام الرمضانية خلال السنوات القليلة الماضية، ووجدت الشركات والهيئات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني في تنظيم الغبقات الجماعية فرصة لتعزيز علاقات منتسبيها وأعضائها. وقد دفع انتقال الغبقات الرمضانية إلى الفنادق والخيام الرمضانية القائمين عليها إلى إدخال بعض الألعاب الشعبية والمسابقات التي ترفق بجوائز للفائزين، إلى جانب إحياء بعض الأغاني الشعبية.

المساهمون