"العربي بن مهيدي": تأجيل العرض مرة أخرى

12 فبراير 2018
من ساحة العربي بن مهيدي في الجزائر
+ الخط -
بعد تعثّر دام سنوات عدّة، صرّح وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي أمس الأحد أن فيلم "العربي بن مهيدي" لمخرجه بشير درايس يدخل مرحلته الأخيرة بـ"التركيب والمؤثرات الصوتية"، لكنه لم يحدّد موعداً لعرضه الافتتاحي خشية أن يؤجّل كما حدث في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي.

لم يتوقّف الجدل حول إنتاج العمل منذ الإعلان عنه عام 2007، بدءاً من ميزانيته التي اعتبرت ضخمة ولم يسبقها فيلم مموّل رسمياً، تحمّلت وزراتي الثقافة والمجاهدين نصفها تقريباً، وصولاً إلى البطء في إنجاز السيناريو وتجهيز الأستوديوهات والديكور.

يتناول الفيلم شخصية المناضل الجزائري العربي بن مهيدي (1923 – 1957) الذي كان له دور كبير في التحضير للثورة المسلحة، وقاد معركة الجزائر بداية سنة 1956 حتى اعتقل في شباط/ نوفمبر 1957 حيث قتل تحت التعذيب بعد حوالي شهر.

من أبرز التحديات التي تواجه الأفلام التي تجسّد حرب التحرير أنها تفتقد لوجود مراجع تاريخية تستند إليها في كتابة النصّ المعدّ للسينما، ما تكرّر مع بشير درايس الذي أشار في أكثر مقابلة معه إلى أن خمسة كتّاب قاموا بتوثيق سيرة الشهيد بن مهيدي قبل الشروع بوضع السيناريو.

ينتقد البعض ارتباط إنتاج مجموعة من الأعمال التاريخية خلال العقد الاخير دفعة واحدة من دون فواصل زمنية، وأنها تأتي في معظمها "تحت الطلب" من أجل عرضها في تظاهرات ثقافية أو ضمن الاحتفاليات التي تقام في ذكرى الثورة، في وقت تعاني فيه الجزائر من قلّة عدد دور العرض أو عدم ترميم القديم منها، وغياب أستوديوهات التصوير حيث يلجأ معظم المخرجين لتنفيذ أعمالهم في الخارج، ومنها "العربي بن مهيدي"، الذي صوّرت أغلب مشاهده في تونس.

بدأت حكاية العمل بعد كشف الجنرال الفرنسي بول أوسارس شهادته حول تعذيبه بن مهيدي في الفيلم الوثائقي الفرنسي "العدو الحميم" (2005)، وانطلق بعدها المخرج بجمع الوثائق التي تتناول تلك المرحلة بالعودة إلى أكثر من 85 كتاباً وعدد من مذكرات الجنود الفرنسيين الذين أوردوا إشارات أو معلومات حول حياة المجاهد.

الاعتماد على الأرشيف الفرنسي يعدّ من أكبر المعضلات التي تعترض صنّاع هذه الأفلام، بسبب تأخّر المؤرخين الجزائريين في إصدار مؤلّفات خاصة حول شخصيات المقاومة والسياقات الاجتماعية والثقافية التي عايشتها.

يتطرّق العمل إلى علاقة بن مهيدي بمختلف تيارات الثورة وحياته الشخصية والعائلية وتنقّله بين المدن الجزائرية، ومعاركه التي خاضها ضد الاستعمار، كما يسلّط الضوء على دور "جمعية العلماء المسلمين" في تلك المرحلة، .

المساهمون