رصدت كاميرا "العربي الجديد" اللحظات الأخيرة للمهجرين في حي الوعر، الذين خرجوا، اليوم الخميس، ضمن الدفعة الثامنة تطبيقاً لاتفاق بين المعارضة والنظام السوري، ونص على خروج الرافضين لمصالحة النظام.
وجاء تهجير الدفعة الثامنة، الخميس، بعد تعنت النظام السوري في عدّة أمور متفق عليها سابقاً، إذ رفض منح جوازات سفر للراغبين بالحصول عليها من قبل المهجرين إلى الشمال السوري، مطالباً أن يدفع كل شخص مبلغ 800 دولار أميركي مقابل الحصول على الجواز.
وأوضح الناشط جلال التلاوي، لـ"العربي الجديد"، أنّ الأمور بشأن الحصول على جواز السفر باتت معقدة وغير واضحة، ولم يتم التوصل إلى مخرج لها، إذ يريد النظام أن يعامل الخارجين من حي الوعر معاملة المقيمين خارج البلد، والتي تفرض دفع رسوم قدرها 800 دولار للحصول على الجواز.
وبعد ساعات من التأخير والتقديم والتأجيل، أبلغ النظام السوري لجنة الحي بإرسال الحافلات كي يتم نقل الدفعة الثامنة دون حل قضية الجوازات، فيما اعتبر أهالي الحي أن فرض مبلغ 800 دولار يعني أن النظام يقول لهم "لا جوازات سفر لكم".
وبدأ المدنيون بجمع حقائبهم في ساحة المسبح، وودعوا الحي وصعدوا الحافلات التي انتقلت بهم إلى منطقة طريق حماة حمص، تمهيداً للانطلاق نحو منطقة جرابلس شمال سورية.
وضمت الدفعة قرابة ألفي شخص، بينهم 350 من مقاتلي المعارضة السورية المسلحة، يحملون سلاحهم الفردي، ويرافق القافلة سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر السوري وشاحنات لنقل الأمتعة.
وتحدث القيادي في "الجيش السوري الحر"، أبو محمد، مع "العربي الجديد"، عن قيامهم بتنظيم عملية صعود المدنيين في الحافلات، مشيراً إلى أن ذلك "أقصى ما يمكن تقديمه لهم في هذه الأوقات".
وقال شادي الحمصي: "لم يستطع النظام أن يسيطر على الحي إلا بعد تهجيرنا.. الآن نحن ذاهبون إلى جرابلس، والوضع هناك غير جيد كما قالوا لنا".
وكانت سبع دفعات سابقة من مهجّري الوعر قد توزّعت بين ريف حلب الشمالي وريف إدلب بموجب الاتفاق، ورصدت كاميرا "العربي الجديد" اللحظات الأخيرة للمهجرين ضمن الدفعات السبع، والتي حملت قرابة أربعة عشر ألفاً من أهالي الحي ومقاتلي المعارضة.