جالت كاميرا "العربي الجديد"، في "جزيرة بين البحرين" المعروفة باسم "جزيرة الذهب" التابعة لمحافظة الجيزة، جنوب القاهرة؛ تلك المنطقة التي لا يستطيع أحد الوصول إليها إلا من خلال "معدية" وسط عزلة بيئية طوّقت المكان، ويتجاوز عدد سكانها 30 ألف نسمة. وعادت بمشاهد وشهادات ترصد معاناة الأهالي ومآسيهم، وافتقارهم لأبسط مقومات العيش.
اشتكى المواطنون من عدم توفر أية خدمات معيشية أو صحية في الجزيرة سواء مستشفى أو مدارس، أو حتى فرن يؤمن الخبز المدعم لسكانها.
تحدث أحمد محمد وهو من سكان الجزيرة، عن الأوضاع المعيشية السيئة، والفقر الذي يحرمهم من أبسط سبل الحياة، معتبرا أن وجود مستشفى في المنطقة هو أقصى أحلامهم.
وأكد مواطن آخر، أن الأطفال هم أكثر المتضررين من سوء الخدمات والفقر، مع وجود مدرسة واحدة فقط في الجزيرة تحوي صفا واحدا متهالكا ومكتظا، ما يضطرهم إلى عبور النهر يومياً للوصول إلى المدرسة في وسط المدينة. فيما طالب أحد أطفال الجزيرة بإلحاقه بالمدرسة ليتعلم القراءة والكتابة.
وشكت إحدى السيدات من انعدام الخدمات الطبية في المنطقة، مشيرة إلى أن بناء "عشة" أي مكان صغير للسكن، هو أقصى ما تطلبه؛ وشهادات أخرى في التقرير المصوّر المرفق.
يعتمد أهالي الجزيرة على الصيد والزراعة لكسب رزقهم، وهي من الموارد المتوفرة داخل الجزيرة، خصوصاً مع انعدام وجود المحال والأسواق.
وتنعدم وسائل التنقل والمواصلات في الجزيرة، ويتنقل الأهالي مشياً أو على الحمير، لأن السيارات لا تستطيع العبور في المكان. ويزيد هذا الواقع من صعوبة نقل المرضى والمواد الغذائية من خارج الجزيرة إلى داخلها.