على خلاف جميع المدن العراقية المحررة من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بدت مدينة الرطبة المجاورة للأردن أقصى غرب البلاد، أكثر تعافياً، وأقل تضرراً بالعمليات العسكرية التي أدت لتحريرها بشكل كامل، يوم أمس الأربعاء.
وبحسب مسؤولي أمن عراقيين، فإن نسبة الأضرار في البنى التحتية بالمدينة قليلة جداً، على عكس مدن أخرى مثل الرمادي وهيت، ومن قبلهما تكريت وبيجي وجرف الصخر.
وقال مسؤول أمني كبير في مدينة الرطبة التقاه "العربي الجديد" خلال جولته في المدينة بعد تحريرها إن "السبب في تحقيق تحرير بأقل الخسائر المادية والبشرية، هو أنها حررت على يد العشائر وقوات نظامية وخطة أميركية محكمة".
وأوضح العقيد الركن فراس الدليمي المسؤول عن ملف الإمساك بالأمن داخل المدينة ورفع الألغام منها، أن المعارك كانت سريعة، ولو لم ينسحب "داعش" لتمت محاصرته وقتل جميع عناصره بالكامل". وأضاف أن "هذا مصير عناصر (داعش) في باقي المدن، ونأمل أن الرسالة قد وصلت لهم. أن لحم العراقيين مرّ"، على حدّ قوله.
كما أوضح قائد شرطة الأنبار اللواء هادي كسار لـ"العربي الجديد" خلال زيارته المدينة المحررة أن "الرطبة عادت لحضن العراق وهذا نصر كبير". وبيّن أنّ "المرحلة الثانية هي رفع الألغام والفخاخ وتأهيل المدينة لإعادة السكان إليها بعد تأمينها بشكل كامل ومنع أي محاولة جديدة للتنظيم للعودة إليها مجدداً".
ونجحت جهود عراقية وأميركية عسكرية في تحرير الرطبة بوقت قياسي لم يتجاوز ثلاثة أيام بعد نحو عامين على سقوط المدينة بيد التنظيم. وتظهر صور الزميل علو العلو، مراسل "العربي الجديد"، في الأنبار جوانب من المدينة في الساعات الأولى لدخول القوات العراقية.