"الطوباوية حاضراً": مسارات تاريخية

01 مايو 2020
جلال بن عبد الله/ تونس
+ الخط -
في عام 2017، نظّم "المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون/ بيت الحكمة" في تونس مؤتمراً بعنوان "الطوباوية حاضراً" الذي شارك فيه باحثون وأكاديميون تناولوا انعكاسات مفهوم المدينة الفاضلة في الآداب والفنون والفكر الإنساني على مرّ التاريخ، وكيفية تمثّله من حقبة إلى أخرى.

جُمعت أوراق المؤتمر لتصدر في كتاب باللغة الفرنسية بإشراف الباحث التونسي بشير بن عيسى غطّى محاوره المختلفة، ومنها المدينة الفاضلة كمفهوم معرفي، ونماذجها المختلفة وأساطيرها، والمدينة الفاضلة باعتبارها تناقضاً بين التوقّعات الأيديولوجية واليوتوبيا في الواقع وفي المخيلة الاجتماعية، ومفارقات الطوباوية مثل الشمولية والزهد من جهة والحرية والإبيقورية من جهة أخرى.

يتناول الكتّاب تساؤلات أساسية مثل: أيّ معنى للنزعة الطوباويّة اليوم؟ أين تتجلى مشروعيّة النزوع نحو المثل العليا؟ ما هي طبيعة الفوارق بين الطوباويّة الخياليّة الصرفة والفكر الطوبوي القابل للتجسيد؟ كيف تنهل الفنون من المعنى وإن كان أسطورياً؟ والإجابة عنها من خلال التركيز على الاختلافات بين أشكال الطوباوية التي تميل إلى التجريد الخالص والفكر الطوباوي الذي ساهم في ظهور أحداث تاريخية مهمة.

يتطرّق الكتاب إلى طبيعة هذه الإشكالات، إذ يتناول فيه أكاديميون وباحثون تونسيون وأوروبيون المسارات التاريخيّة للطوباويّة، والفوارق بين النزعة الطوبويّة الموغلة في التجريد والأفكار الطوباويّة المؤثّرة في صناعة الأحداث التاريخيّة مثل إيتوبيا الفنون المتمرّدة والمؤسّسة للتجارب الوجوديّة البديلة، خاصة في ظلّ سياقات تحكمها قوى كابتة وأيديولوجيات رجعيّة.

من بين فصول الكتاب: "يوتوبيا الفنون وتضاريس الخيال" للباحثة البلجيكية آن ستاكويت، التي خصّصت دراستها لعلاقة الخيال بقضايا الراهن، كما عالجت الباحثة التونسية أمينة شنيق الفوارق بين طوباوية المتعة السيكولوجيّة والخيال التأسيسي.

إلى جانب فصل بعنوان "أصداء حالية لليوتوبيات في القرن الحادي والعشرين" لـ فرانسواز سيلفوس، و"فكرة الديمقراطية كنهاية للتاريخ من خلال منظور ديستوبي" لـ ماري نيكولاس، و"صعود وهبوط التصوير المثالي في الاتحاد السوفيتتي" لـ سفيتلانا بانينكو، و"من اليوتوبيا إلى الديستوبيا" لـ ريم سلامي.

المساهمون