"الصقر الداهم"... صاروخ إسرائيلي لـ"ردع" حزب الله وضرب لبنان

13 يونيو 2016
استعدادات إسرائيلية لمواجهة مقبلة ضد حزب الله(مناحيم كاهان/فرانس برس)
+ الخط -
على الرغم من أن التقديرات الاستخباراتية في إسرائيل تُجْمِع على أن فرص نشوب حرب على الجبهة الشمالية مع حزب الله متدنية حالياً، بسبب تورط الحزب في القتال إلى جانب النظام السوري، إلا أن كل المؤشرات تدل على أن تل أبيب قد تقْدِم على خطوات كبيرة من أجل تحسين مكانتها في أيّ مواجهة مقبلة ضد الحزب. وحرصت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على الكشف عن بعض الاستعدادات العسكرية والتكنولوجية لهذه المواجهة، في مسعى لمراكمة عناصر ردع حزب الله وتقليص مستوى قدرته للرد على عمليات القصف التي تطاول أهدافاً خاصة به في سورية أو لبنان. وفي الوقت ذاته، زادت بشكل واضح وتيرة التهديدات التي يوجهها مسؤولون كبار في تل أبيب، ليس فقط لحزب الله، بل للبنان دولةً وحكومةً، من تبعات أيّ مواجهة مقبلة.

وكشف الجيش الإسرائيلي و"مجمع الصناعات العسكرية" عن إنتاج صاروخ، معدّ بشكل خاص لتحسين قدرة إسرائيل على حسم المواجهة مع حزب الله. وأطلق الجيش الإسرائيلي على هذا الصاروخ تسمية "الصقر الداهم". وسمحت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لموقع "والا" الإخباري أن يعرض، يوم السبت الماضي، شريط فيديو يُظهر انطلاق الصاروخ والأثر التدميري "الهائل" الذي يخلفه. ويظهر من الشريط أن الصاروخ، الذي يبلغ مداه 300 كيلومتر، أطلق من على منصة تحملها شاحنة.

في غضون ذلك، أشار موقع "والا" إلى أنه بالإمكان إطلاق الصاروخ من سفينة في عرض البحر، وهو ما يمنح الجيش الإسرائيلي هامش مرونة كبيرة عند تحديد "بنك الأهداف" في المواجهة مع حزب الله، بحيث أن انطلاق هذه الصواريخ من العديد من البوارج في عرض البحر قبالة الساحل اللبناني، يزيد عدد الأهداف التي يمكن إصابتها بشكل متزامن. وحسب ما نقله "والا" عن "الصناعات العسكرية" فإن مدى "الصقر الداهم" يغطي كل مساحة لبنان، وهو بذلك ينضم إلى سلسلة من الصواريخ التي تم تطويرها، أخيراً، لتحسين قدرات إسرائيل الهجومية.

وتكشف مصادر في قطاع "الصناعات العسكرية" أن تطوير "الصقر الداهم" يأتي في إطار توجه لإنتاج منظومة صواريخ ذات قدرة إصابة دقيقة، وأثر تدميري كبير، وتكون كلفة إنتاجها في الوقت ذاته متدنية نسبياً. ويبلغ قطر الصاروخ 370 مليمتراً وطوله 5 أمتار، ويحمل رأساً تفجيرياً وزنه 200 كيلوغرام. وحسب القائمين على "الصناعات العسكرية"، يساهم المدى الطويل لـ"الصقر الداهم" في تقليص إمكانية أن يتمكن حزب الله من استهداف منصات إطلاقه سواء في البر أو البحر.


وسبق الإعلان عن تطوير الصاروخ، إطلاق عدد من كبار القادة الإسرائيليين تهديدات مباشرة لحزب الله وللحكومة اللبنانية. وكانت أول جولة ميدانية يقوم بها وزير الأمن الجديد، أفيغدور ليبرمان، على الحدود مع لبنان، إذ هدد حزب الله وحذره من عدم "اختبار إسرائيل". ومما لا شك فيه أن أخطر التهديدات كان مصدرها عضو المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، وزير التعليم، نفتالي بنات، الذي يتزعم حزب "البيت اليهودي" المتدين، والذي قال: "إن عنوان إسرائيل في الحرب المقبلة سيكون لبنان كدولة"، مشدداً على أن كل مرافق الدولة اللبنانية ستكون "أهدافاً مشروعة" للجيش الإسرائيلي. وفي كلمة ألقاها في مؤتمر عقد يوم الخميس الماضي في الجليل، بمناسبة مرور عشر سنوات على حرب لبنان الثانية، قال بنات: "يتوجب إحداث تغيير جذري في العقيدة الأمنية الإسرائيلية، بحيث يتم استهداف الدول التي تحتضن التنظيمات الإرهابية، وبالنسبة لنا حزب الله يساوي دولة لبنان".

من جانبه، اعتبر القائد الأسبق لسلاح البحرية الإسرائيلي، إليعازر مروم، أن قرار العمليات الأول الذي اتخذه ليبرمان كوزير للأمن، وتجسد في إجازة مهاجمة مخازن السلاح المخصصة لحزب الله داخل سورية، يدل على "ثبات الاستراتيجية الإسرائيلية الهادفة إلى منع نقل سلاح نوعي لحزب الله بكل الوسائل".

وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" الخميس الماضي، أشار مروم، الذي من المتوقع أن يشغل منصب وكيل وزارة الأمن، إلى أن ليبرمان أراد أن يوصل رسالة لكل من إيران وحزب الله "مفادها أن تغيير هوية وزير الدفاع لا يعني بحال من الأحوال تغيير الاستراتيجية المتبعة". وشدد مروم على أن الهجمات التي تشنها إسرائيل في سورية ستؤثر بشكل واضح على طابع المواجهة المقبلة مع حزب الله، على اعتبار أنها تهدف إلى تقليص قدرة الحزب على التزود بسلاح نوعي يمكن أن يستخدمه في مفاجأة إسرائيل.

المساهمون